13
والطواويس والإوز، وفيها حديقة نضرة علقت فيها أراجيح من حرير.
والمجتمع في أوجين، كما في زمن ميغاستين وفي زماننا، قائم على نظام الطوائف، والمهن فيه وراثية، ويتألف منها سلسلة معقدة يرأسها البراهمة في كل حين، وتجد بين البراهمة زاهدين، وتجد بينهم مترفين مسرورين، وتجد بينهم هواة الشهوات والنساء الجميلات من غير أن يؤثر هذا في مقامهم.
ويكون ولي الأمر ملكا مطلقا على الدوام، ولا شيء يقيد سلطانه غير ما يحاك حوله من المؤامرات التي تهدده بلا انقطاع، فلا يستطيع حارسوه من الأكشترية أن يحبطوها في كل مرة، ويظهر أنه كان يحكم بالعدل على ألا يكون أحد الخصوم قويا، ففي الهند، كما في أوروبا، يقضى للقوي إذ ذاك.
وفي مقدمة تلك الرواية، التي وضعت بعد زمن، ذكر لأكثر المعارف اعتبارا، فقد مدح فيها ملك لاطلاعه على كتب الويدا والرياضيات والفنون الجميلة ومهارته في تربية الفيول.
وإذا لم نسطع أن نتمثل جيدا حياة الملك اليومية وكبار الأمراء الذين يقلدونه بحكم الطبيعة في ذلك العصر من تلك الرواية فإننا نتمثلها من الأقاصيص الهندوسية الأخرى، ولا سيما الأقاصيص ال 32 المعروفة بأقاصيص «العرش المفتون».
فالملك بعد أن يستيقظ صباحا على صوت آلات الطرب يقوم بواجباته الدينية ويوزع الصدقات، ثم يتمرن على استعمال السلاح، ثم يجمع وزراءه ويدبر الأمور.
فإذا ما حل وقت الظهر صلى وتغذى وقال،
14
ثم تنزه في حدائق القصر ذوات الظلال، محاطا بنسائه وبالراقصات مقتطفا أزهارا مترنما متمايلا فوق أرجوحة من حرير، إلخ.
Shafi da ba'a sani ba