============================================================
ابي سرح في نحو من أربعين راكبا متوجهين إلى المغرب، وإن ابن أبي سرح طال والله ما كاد الإسلام، وضل عن كتاب الله وسنة نبيه ويغاها عوجا، فدع ابن أبي سرح وقريشا وتراكضهم في الضلالة، وتجاولهم في الشقاق، فانها اجتمعت على حرب أخيك اجتماعها على حرب رسول الله ته وأما الذي ذكرت من إغارة الضحاك على الحيرة فهو أذل من أن يكون مر بحبنباتها، ولكن جاء في جريدة خيل فلزم الظهر، وأخذ على السماوة حتى مر بواقصة، فسرحت اليهم جندا من المسملين، فلما بلغه ذلك ولى هاريا، فتبعوه والحقوه في بعض الطريق، وقد أمعن حين طفلت الشمس للاياب، ثم اقتتلوا فلم يصروا إلا قليلا، فقتل من أصحاب الضحاك بضعة عشر رجلا، ومضى جريحا بعد ما أخذ منه بالمختق.
وأما ما سألتني أن اكتب إليك برايي فإن رابي جهاد القوم مع المسلمين حتى القى الله لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة، ولا نفورهم عني وحشة؛ لأني محق والله مع المحق، والله ما أكره الموت على الحق، لأن الخير كله مع الموت لمن عقل ودعا إلى الحق.
وأما ما عرضته علي من مسيرك إلي ببنيك وولد اخيك، فإنه لا حاجة لي في ذلك، أقم راشدا مهديا، فوالله ما أحب أن يهلكوا معي لو هلكت، فلا تحسبن ابن أمك و إن أسلمه الناس يخشع أو يتضرع، وما أنا إلا كما قال أخو بني سليم: فإن تسأليني كيف أنت؟ فانني صبور على ريب الزمان صليب يعز علي ان ثرى بي كآبه فيشمت عاد أو يساه حبيب(1) وروينا عن السيد أبي طالب فيما رواه عن أمير المؤمنين ى قال : لم أزل مظلوما في صغري وكبري، فقيل له : قد عرفنا يا أمير المؤمنين ظلم الناس إياك في كبرك، فما ظلمهم في صغرل؛ : فقال: إن عقيلا كان في عينه وجع، فإذا أرادت الأم أن تذر في عينه ذرورا امتنع عليها، وقال: ابدءوا بعلي أولا، فكانت (1) امالي أبي طالب ص62 ، وشرح النهج 182/1، والغارات 295، وانساب الأشراف 75/2.
(127)
Shafi 140