الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة

Yusuf Bahrani Muhaqqiq d. 1186 AH
114

الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة

الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة

Nau'ikan

Fikihu Shia

واجبة على الخلق بمنزلة الحج ، لان الله تعالى يقول ( وأتموا الحج والعمرة لله ). الحديث».

و (منها) قول الصادق ( عليه السلام ) لهشام بن الحكم لما سأله «ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد؟ فاعتذر له هشام بأني أجلك وأستحييك. فقال الصادق ( عليه السلام ): إذا أمرتكم بشيء فافعلوا». رواه في الكافي في أول باب الاضطرار إلى الحجة ، وهو ظاهر كالصريح في وجوب امتثال أوامرهم ( عليه السلام ).

وذهب جمع من المتأخرين ومتأخريهم منهم : الشيخ حسن بن شيخنا الشهيد الثاني بل ربما كان أولهم فيما أعلم إلى منع دلالة صيغة الأمر والنهي على الوجوب والتحريم في كلام الأئمة ( عليهم السلام ) وان كانت كذلك في كلام الله تعالى وكلام الرسول ( صلى الله عليه وآله ) مستندين إلى كثرة ورود الأوامر والنواهي عنهم ( عليهم السلام ) للاستحباب والكراهة وشيوعها في ذلك ، قال في كتاب المعالم : «فائدة ، يستفاد من تضاعيف أحاديثنا المروية عن الأئمة ( عليهم السلام ) ان استعمال صيغة الأمر في الندب كان شائعا في عرفهم بحيث صار من المجازات الراجحة المساوي احتمالها من اللفظ لاحتمال الحقيقة عند انتفاء المرجح الخارجي ، فيشكل التعلق في إثبات وجوب أمر بمجرد ورود الأمر به منهم ( عليهم السلام )». وبمثل هذه المقالة صرح السيد السند في مواضع من المدارك ، ونسج على منوالهما جمع ممن تأخر عنهما (1).

وعندي فيه نظر من وجوه : (أحدها) ان تلك الأوامر والنواهي هي في الحقيقة أوامر الله سبحانه ورسوله ، ولا فرق بين صدورها من الله تعالى ورسوله ولا منهم ، لكونهم ( عليهم السلام ) حملة ونقلة ، لقولهم (صلوات الله عليهم):

Shafi 115