71

Hadaiq Haqaiq

Nau'ikan

============================================================

لى الرجاء الباب الثالث علاله(1) اى الرجاء والرجاء لى اللغة: الامل، وقد جاء بمعنى الخوف أيضا، ومنه قوله تعالى: ({مالكم لاترجون لله وقارا}(2).

اى: ما لكم لا تخافون عظمة الله .

والرجاء عند أهل الحقيقة: تعلق القلب بحصول محبوب في المستقبل.

وقيل: هو الثقة بجود الكرم.

وقيل: هو قرب القلب من لطف الرب.

وقيل: هو(3) سرور الفؤاد بحسن الميعاد.

وقيل: هو حياة القلب بالأمل.

وقيل: هو النظر الى سعة رحمة الله تعالى.

واعلم أن الرجاء لا يتحقق إلا مع الخوف، كما أن الخوف لا يتحقق إلا مع الرجاء، فهما متلارمان، لأن الرجاء بلا خوف امن فى الحقيقة.

والخوف بلا رجاء قنوط فى الحقيقة ويأس من رحمة الله تعالى، ولهذا قال بعض أهل الحقيقة: الخوف والرجاء كزوجى المقراض لا يفيد احدهما إلا مع وجود الآخر.

وقال اكثر أهل الحقيقة: هما كجناح الطير متى اعتدلا وتساويا طار طيرا تاما، ومتى راد أحدهما على الآخر اختل طيرانه ونقص، ومتى ذهبا بالكلية سقط وصار كالميت والمدبوح.

(ولهلا قال بعضهم: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، نسان موسى، عليه (1) فى (جا (الثانى عشر) .

(2) الآية رقم (13) من سورة نوح.

(3) فى (د): (هى).

Shafi 71