وحج رجل، فلما كان عند الطواف هموا بحلق رأسه، فقالوا: لا يتم الحج إلا بهذا، فحلقوه، فلما ودع الكعبة قال لهم: إن جئت مرة أخرى احلقوا لحيتي.
وسمع أعرابي قيام الليل، وما فيه من الأجر، قال: وأنا أقوم في الليل مرارًا، قيل: وما تصنع؟ قال: أبول وأرجع.
وأرادت امرأة أن تتزوج، فقال لها القاضي: سوقي مهرك، قالت: المهور كثيرة، قال: لابد أن تسوقيها، فساقت مهورها، فكان في جملتها عشرة رجال اسم كل واحد منهم لب.
وكان رجل يحلق عانته في الحمام فأخرج ريحًا، فضحك رجل كان بجانبه، فقال: إنها تولول على قصيصة أخيها.
ورأى رجل مؤذن في صومعته امرأة فأعجبته، فجعل يكلمها من الصومعة ويشير إليها، فشكت ذلك لزوجها، وكان حجامًا، فقال لها: إذا طلع الصومعة وأشار عليك وكلمك فأشيري عليه، ففعلت، فنزل من الصومعة وجاء إلى بابها، فلما دخل إليها جاء زوجها، وقد كان ينظر إليه على بعد، فدخل عليها، فبادرته المرأة، وقالت له: إن سيدي المؤذن له مطحنة موجعة، فانظرها له، فنظرها وقال: لابد من خلعها، وأخرج ماعونه، وقلع له مطحنة، ثم قالت: كانت صحيحة وإنما المؤلمة غيرها، ثم قلع له أخرى، والمؤذن ساكت، ثم خرج وهو يظن أن المرأة حاولت عليه لئلا يفتضح مع زوجها، فلما كان بعد ذلك رآها وكلمها، وأشارت إليه. وهبط إليها وزوجها ناظر إليه، فلما دخل فعل معه مثل ما فعل أولًا ثم خرج، وجعل يكلمها، وتشير عليه فدخل إليها، ويفعل به زوجها مثل ما فعل، وهو يظن أن ذلك حيلة من المرأة في ستره، حتى لم يبق في فمه سن؛ ثم شعر أن ذلك كان حيلة عليه، فطلع يومًا للصومعة، فرأته المرأة، فأشارت إليه فأشار إلى فمه، وقال لها: والله ما بقي فيه أبيض، فأي شيء تريدين مني؟ ورأى مؤذن امرأة في صومعة فتعشق بها وهي به، فإذا تم الأذان رفعت صوتها، وقالت: حاضر ناظر، فيعلم المؤذن أن زوجها في الدار، وإذا لم يكن في الدار تقول: وحدك حبيبي، لا شريك لك، فينزل إليها.
وخرج جحا يومًا على الصبيان، وقال: من يخبرني بما في كمي، وأعطيه أكبر خوخة؟ فقال له صبي: خوخ، فقال: ومن هذا الولد، زنى الذي قالها لك.
وجاء رجل إلى سليمان الورشدي، فقال له: يا سيدي ألك في أرض الجزيرة غنيمات؟ قال: لا، قال: ومن أي شيء تقول ذلك؟ قال: رأيت بها راعيًا يسوق غنمًا، وهو يقول: امش يا متاع ولد قحبة، فظننت أنها متاعك.
وقال الحاج الطنجي: رأيت بالديار المصرية رجلًا يبيع الحشيش وهو يقول: حشيش مركب على قشيش، ينسيك ذكر الله خمسة أيام، فقال له رجل: هذا درهم كبير أعطني منه بقيراط، قال: هذا الصرف لا يجوز.
وقال بعض الظرفاء: الاثنان أنس، والثلاثة عرس، والأربعة دردبة، والخمسة قرقبة، والستة كتف واحمل إلى الحبس.
ودخل رجل يصلي الظهر، وعنده خمسة دراهم، فجعلها أمامه، فرآها الذي بجانبه، فلما سجد أخذها له، فلما تمت الصلاة لم يجدها، فانصرف ولقيه رجل في باب المسجد، فقال: أصليتم؟ قال: نعم، درهم وربع للركعة، فادخل إن شئت.
وجاء رجل للصلاة، فوجد الناس يصلون، فقال: ترى كم معهم من ركعة؟ فقال له رجل وهو في الصلاة: دش.
ومثل ذلك ما حكي لي أن رجلًا دخل مسجد القيسارية ليصلي، والناس في الجلسة الأخيرة، فقال له إبراهيم النجار، وكان يصلي عند الباب: ما بقي شيء، فلم يلتفت الرجل إليه، ودخل، وقال: عار بن عار، نصحناهم فما قبلوا.
وقيل لولد مات والده: ما ترك لك أبوك؟ قال: اللعنة، ما نسمع إلا من يلعنه، ﵀.
وكان لبعض الوزراء بغلة ينقل عليها الزبل، ويركب عليها أحيانًا بالسرج، فقال له رجل: يا سيدي، ما ثم أصبر من هذه الدابة، تنقل الزبل مرة بالبرصون، ومرة بالسراج.
وكان أعرابي يقول في دعائه: اللهم إني أسألك موتة كموتة أبي خارجة، قيل له: وما موتة أبي خارجة؟ قال: أكل لحم جمل، وشرب شراب عسل، ونام في الشمس، فمات شبعان ريان دفآن.
وكان واعظ يقول: من صلى كذا وكذا ركعة بكذا وكذا سورة يعطى في الجنة ما لا ندري.
وساق رجل لامرأته فدوشًا، فقالت له: يا رجل، أي شيء يراد بهذا الفروض؟ والله ما في الدار صعتر ولا والله حبة من ثوم لعمله.
ورفعت امرأة ولدها للقاضي، واشتكت له بكثرة عقوقه لها، فقال له: يا ابن أخي، أما سمعت الله يقول: (فلا تقل لهما أف) فلطمها، وقال لها: متى قلت أنا لك أف؟
1 / 31