210

Gonakin Haske da Kallo na Asirai a Rayuwar Annabi Mai Zabi

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

Bincike

محمد غسان نصوح عزقول

Mai Buga Littafi

دار المنهاج

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٩ هـ

Inda aka buga

جدة

قوله في الرّواية الآتية: «فما ركبك عبد أكرم على الله من محمّد»، لكن في ظاهر قول أهل كلّ سماء: (وقد بعث إليه)، إشكال لعدم علمهم ببعثه إلّا بعد مضيّ هذه المدّة، مع كثرة تردّد جبريل فيها، وانتشارها عند أهل الأرض، فضلا عن أهل السّماء. وأجاب بعضهم: بأنّه سؤال عن البعث إليه للعروج المتوقّع عندهم لقوله: (إليه)، وهو جواب حسن. وإنّما لم يفتح له قبل مجيئه ليعلم أنّه إنّما فتح من أجله، كما في قوله ﷺ: «أنا أوّل من يقرع باب الجنّة» «١» . والحكمة في الإسراء به إلى (بيت المقدس) ما ذكره كعب الأحبار: أنّ باب السّماء الّذي يسمّى (مصعد الملائكة) يقابله (بيت المقدس)، كما أنّ (البيت المعمور) مقابل (الكعبة) . وأيضا ليحوز ﷺ فضل شدّ الرّحال إلى المساجد الثّلاثة. وقوله ﷺ: «يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه» يحتمل أيضا أنّهم لا يخرجون منه، فيكون في ذلك دلالة على سعته، وعلى كثرة جنود الله تعالى، والله أعلم بالصّواب. وعندهما-[أي: البخاريّ ومسلم]- أنّ كلّ نبيّ قال: مرحبا بالنّبيّ الصّالح والأخ الصّالح، إلّا آدم وإبراهيم- ﵉ فقالا له: والابن الصّالح «٢» .

(١) أخرجه مسلم، برقم (١٩٦/ ٣٣١) . عن أنس بن مالك ﵁. (٢) وهذه رواية البخاريّ ومسلم من طريق ابن شهاب عن أنس ﵁. قلت: لقد اقتصر الأنبياء الّذين لقيهم ﷺ في السّماء على وصفه بصفة الصّلاح، لأنّ فيها جماع الخير كلّه، والصّالح هو الطّيّب في نفسه، الّذي يقوم بما عليه من حقوق الله وحقوق العباد.

1 / 221