Habermas Muqaddima Qasira
يورجن هابرماس: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
ثمة طريقة أنفع وأجدى للتعاطي مع المشكلة برمتها؛ ألا وهي التمييز بين المعتقدات والرغبات والتوجهات الذاتية للفاعل ومحتواها «الاقتراحي» الموضوعي. فبمجرد أن نفعل ذلك، يمكننا فهم الفعل بواسطة إعادة تكوين الأغراض أو النيات الذاتية للفاعل باعتبارها حدثا من أحداث المنطق العملي: (1)
يود سميث الحفاظ على شعوره بالدفء. (2)
يملك سميث موقدا لحرق الخشب يستخدمه في تدفئة البيت. (3)
نفد الوقود الذي يستخدمه سميث لإشعال الموقد. (4)
يعلم سميث أنه يستطيع الحصول على وقود للموقد إذا ما جمع الحطب وقطعه. (5)
ولذا، ينبغي أن يجمع سميث الحطب ويقطعه.
تبرهن هذه الحجة على أن سميث لديه سبب في ظل الظروف الحالية لجمع الحطب وتقطيعه. وإذا تسنى لنا كمفسرين افتراض أن فهم سميث لهذا المنطق أدى به إلى جمع الحطب وتقطيعه، فسيمكننا، على أساس سلوكه الظاهري، فهم مغزى فعله فهما وافيا. يعتمد مغزى فعل سميث على حقيقة الافتراضات من 1 إلى 4، وكذا على صحة الاستنباط المفضي إلى النقطة 5، وهي كلها منفصلة عن الحالات الذهنية لسميث ولمفسره.
هذا نهج قياسي نوعا ما لمهمة تفسير الأفعال يحل المشكلة المتعلقة بتفسير فيبر. ورغم أن هابرماس لا يتبنى هذا الحل، فهو يوافق على أن نظرية مغزى الفعل تعول على نظرية المعنى اللغوي، ويتفق مع النقاط التالية: (1)
لفهم مغزى فعل من الأفعال، لا يكفي أن نطرح وصفا خارجيا من طرف ثالث للسلوك. (2)
الفهم السديد لمغزى الفعل يعتمد على فهم صحيح للأسباب الداعية للقيام بالفعل. (3)
Shafi da ba'a sani ba