معالي الأمور .. لا قشور
ثبت عن الحسين بن عليٍّ ﵄ أن رسول الله ﷺ قال: " إن الله يحب مَعالي الأمور وأشرافها، ويكره سَفسافها " (١).
أما معالي الأمور فهي الأخلاق الشرعية، والخصال الدينية، لا الأمور الدنيوية فإن العُلُوَّ فيها نزول (٢).
وأما السَّفاسِف فواحدها السَّفْساف: الأمر الحقير، والرديء من كل شيء، وهو ضد المعالي والمكارم، وأصلُه: ما يطير من غُبار الدقيق إذا نُخِل، والتراب إذا أُثير.
والسَّفساف من الشِّعْر: رَدِيئُه، وأَسَفَّ: تتبع مَدَاقَّ الأمور، وطلب الأمور الدنيئة (٣).
واعلم -رحمك الله- أن ما نطق به النبي ﷺ في أمور الدين ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ وأن كل ما تعرض له بأمر أو نهي فهو من معالي الأمور، وأن من وصف شيئًا من ذلك بوصف يوهم الِإزراء أو التنقص فقد أعظم على الله ﷿ الفرية، وَعرَّض نفسه لغضب الله وعقوبته وانتقامه، نعم هناك في قضايا الدين أصول وفروع، كليات وجزئيات، أهم ومهم، لكن هذه القضايا كلَّها على اختلاف مراتبها وأولويتها من المعالي ليست من السفاسف في شيء، فَمِن ثَمَّ اشتد نكير العلماء على من أطلق