245

Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons

دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ

Nau'ikan

١٦ - فوائد القناعة والسبيل إليها
• فوائد القناعة:
إن للقناعة فوائد كثيرة تعود على المرء بالسعادة والراحة والأمن والطمأنينة في الدنيا، ومن تلك الفوائد:
١ - امتلاء القلب بالإيمان بالله ﷿ والثقة به، والرضى بما قدر وقَسَم، وقوة اليقين بما عنده ﷾ ذلك أن من قنع برزقه فإنما هو مؤمن ومتيقن بأن الله تعالى قد ضمن أرزاق العباد وقسمها بينهم حتى ولو كان ذلك القانع لا يملك شيئًا.
يقول ابن مسعود ﵁:
«إنَّ أرجَى ما أكون للرزق إذا قالوا: ليس في البيت دقيق».
وقال الفضيل بن عياض ﵀: «أصل الزهد الرضى من الله ﷿».
وقال الحسن ﵀: «إن من ضعف يقينك أن تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله ﷿».
٢ - الحياة الطيبة: قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون﴾ (النحل:٩٧)، فَسَّر الحياة الطيبة عليٌّ وابن عباس والحسن ﵃ فقالوا: «الحياة الطيبة هي القناعة».
وفي هذا المعنى قال ابن الجوزي ﵀: «من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه».
العبدُ حرٌ إنْ قنعْ ... والحرُّ عبدٌ إنْ طمعْ
فاقْنَعْ ولا تطمعْ فلا ... شيءٌ يشينُ سِوَى الطَمعْ
٣ - تحقيق شكر الله ﷿؛ ذلك أن من قنع برزقه شكر الله ﷿ عليه، ومن تقالّه قصَّر في الشكر، وربما جزع وتسخط - والعياذ بالله - ولذا قال النبي ﵌ لأَبِي هُرَيْرَةَ ﵁: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ، وَأَحِبَّ

1 / 264