Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons
دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ
Nau'ikan
وكتب عُمَرُ بنُ عبد العزيز إلى رجلٍ: «أُوصيك بتقوى الله ﷿ التي لا يَقبلُ غَيرَها، ولا يَرْحَمُ إلاَّ أهلَها، ولا يُثيبُ إلا عليها، فإنَّ الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإيَّاك من المتقين».
ولما وُلِّي خطب، فحَمِد الله، وأثنى عليه، وقال: «أُوصيكُم بتقوى الله ﷿، فإنَّ تقوى الله ﷿ خَلفٌ من كلِّ شيءٍ، وليس من تقوى الله خَلَفٌ».
وقال رجل ليونس بن عُبيد: أوصني، فقال: «أُوصيك بتقوى الله والإحسّان، فإنَّ الله مَعَ الذين اتَّقَوا والَّذينَ هُمْ مُحسِنُون».
وقال له رجل يُريدُ الحجَّ: أوصني، فقال له: «اتَّقِ الله، فمن اتقى الله، فلا وحشة عليه».
وقيل لرجل من التابعين عندَ موته: أوصنا، فقال: «أوصيكم بخاتمة سورةِ النحل: ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ (النحل:١٢٨).
وكتب رجلٌ من السَّلف إلى أخٍ له: «أوصيكَ بتقوى الله، فإنّها أكرم ما أسررتَ، وأزينُ ما أظهرتَ، وأفضلُ ما ادَّخرتَ، أعاننا الله وإيَّاكَ عليها، وأوجب لنا ولك ثوابَها».
يريدُ المرءُ أن يُعطى مُناه ... ويأبى اللهُ إلا ما أرادَ
يقول المرءُ فائدتي ومالي ... وتقوى اللهِ أفضلُ ما استفادَ
وكتب رجلٌ إلى أخٍ له: «أُوصيكَ وأنفسَنا بالتقوى، فإنَّها خيرُ زادِ الآخِرَةِ والأُولى، واجعلها إلى كلِّ خيرٍ سبيلَك، ومِن كلِّ شرٍّ مهرَبك، فقد تكفل الله ﷿ لأهلها بالنجاة مما يحذرون، والرزق من حيث لا يحتسبون».
وقال شعبة: كنتُ إذا أردتُ الخروجَ، قلتُ للحكم: ألك حاجةٌ، فقال أوصيك بما أوصى به النَّبيُّ ﵌ معاذَ بنَ جبل: «اتَّقِ الله حَيثُمَا كُنْتَ، وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمحُهَا، وخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».
1 / 192