153

Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons

دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ

Nau'ikan

قال مالك: من كان يبغض أحدًا من أصحاب محمد ﵌، أو كان في قلبه عليهم غل فليس له حق في فيء المسلمين، ثم قرأ: ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ﴾ الآية.
وعن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جده علي بن الحسين ﵃، أنه جاءه رجل فقال له: يا ابن بنت رسول الله ﵌، ما تقول في عثمان؟ فقال له: يا أخى أنت من قوم قال الله فيهم: ﴿لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ﴾ الآية؟.قال: لا!
قال: فوالله لئن لم تكن من أهل الآية، فأنت من قوم قال الله فيهم: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ﴾ الآية؟.قال: لا!
قال: فوالله لئن لم تكن من أهل الآية الثالثة لتخرجن من الإسلام، وهي قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ الآية.
وقد قيل: إن محمد بن علي بن الحسين ﵃ روى عن أبيه: أن نفرًا من أهل العراق جاءوا إليه، فسبوا أبا بكر وعمر ﵄ ثم عثمان ﵁ فأكثروا، فقال لهم: أمِنَ المهاجرين الأولين أنتم؟ قالوا لا.
فقال: أفمن الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم؟ فقالوا لا.
فقال: قد تبرأتم من هذين الفريقين!! أنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله ﷿: ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ قوموا، فعل الله بكم وفعل»!! ذكره النحاس. اهـ بتصرف من (الجامع لأحكام القرآن).
٧ - قال تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (التحريم:٨).
قوله ﷿: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾ معطوف على النبي ﵌، ففيه تعريض بمن أخزاهم الله من أهل الكفر، واستحماد للمؤمنين على أنه عصمهم من مثل حالهم، فآمَنَهم الله من خزيه، ولا يأمن من خزيه في ذلك اليوم إلا الذين ماتوا والله ﷿ ورسوله

1 / 165