125

Guide for the Preacher to the Evidence of Sermons

دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ

Nau'ikan

٤ - اتباع النبي ﵌ دليل محبة الله ﷿ -
من يَدَّعِ حُبَّ النبى ولم يَفِدْ ... مِن هَدْيِه فَسَفَاهَةُ وهُراءُ
فالحبُّ أولُ شَرطِه وفروضِه ... - إنْ كان صادقًا - طاعةُ ووفاءُ
• محبة الرسول ﵌ تكون باتباع سنته والامتثال لأوامره:
قال الله ﷿: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ (آل عمران: ٣١ - ٣٢).
دلت هذه الآية الكريمة على أن كل من ادعى محبة الله ﷿، وليس متبعًا لهدي النبي ﵌ فإنه كاذب في دعواه، حتى يتبع سنة النبي ﵌ في جميع أقواله وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله ﵌ أنه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» (رواه البخاري ومسلم)؛ ولهذا قال ﷿: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض الحكماء العلماء: ليس الشأن أن تُحِبّ، إنما الشأن أن تُحَبّ.
وقال الحسن البصري وغيره من السلف: «زعم قوم أنهم يحبون اللهَ فابتلاهم اللهُ بهذه الآية، فقال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾».
ثم قال ﷿: ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ أي: باتباعكم للرسول ﵌ يحصل لكم هذا كله.
ثم قال آمرًا لكل أحد من خاص وعام: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ أي: خالفوا عن أمره ﴿فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر،

1 / 132