33

Guarding Virtue

حراسة الفضيلة

Mai Buga Littafi

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الحادية عشر

Shekarar Bugawa

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

ويدل لهذا التفسير المتسق مع ما قبله، الملاقي للسان العرب كما ترى، أن هذا هو الذي فهمه نساء الصحابة رضي الله عن الجميع، فعملن به، وعليها ترجم البخاري في صحيحه، فقال: «باب: وليضربن بخمرهن على جيوبهن»، وساق بسنده حديث عائشة ﵂ قالت: يرحم الله نساء المهاجرين الأول، لما أنزل الله: ﴿ وليضربن بخمرهن على جيوبهن﴾ شققن مروطهن فاختمرن بها. قال ابن حجر في [الفتح: ٨/٤٨٩] في شرح هذا الحديث: «قوله: فاختمرن: أي غطين وجوههن - وذكر صفته كما تقدم -» انتهى. ومَن نازع فقال بكشف الوجه؛ لأن الله لم يصرح بذكره هنا، فإنا نقول له: إن الله سبحانه لم يذكر هنا: الرأس، والعنق، والنحر، والصدر، والعضدين، والذراعين، والكفين، فهل يجوز الكشف عن هذه المواضع؟ فإن قال: لا، قلنا: والوجه كذلك لا يجوز كشفه من باب أولى؛ لأنه موضع الجمال والفتنة، وكيف تأمر الشريعة بستر الرأس والعنق والنحر والصدر والذراعين والقدمين، ولا تأمر بستر الوجه وتغطيته، وهو أشد فتنة وأكثر تأثيرًا على الناظر والمنظور إليه؟ وأيضًا ما جوابكم عن فهم نساء الصحابة رضي الله عن الجميع في مبادرتهن إلى ستر وجوههن حين نزلت هذه الآية؟ الوجه الرابع: ﴿ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن﴾: لما أمر الله سبحانه بإخفاء الزينة، وذكر جل وعلا كيفية الاختمار، وضربه على الوجه والصدر ونحوهما، نهى سبحانه لكمال الاستتار، ودفع دواعي الافتتان، نساء المؤمنين إذا مشين عن الضرب بالأرجل، حتى لا يُصوَّت ما عليهن من حلي، كخلاخل وغيرها، فتعلم زينتها بذلك، فيكون سببًا للفتنة، وهذا من عمل الشيطان. وفي هذا الوجه ثلاث دلالات: الأولى: يحرم على نساء المؤمنين ضرب أرجلهن ليعلم ما عليهن من زينة.

1 / 43