الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
Mai Buga Littafi
مطبعة سفير
Inda aka buga
الرياض
Nau'ikan
٨ - الإكثار من أعمال الخير والعبادات غير المشاهدة، وإخفاؤها: كقيام الليل، وصدقة السر، والبكاء خاليًا من خشية اللَّه، وصلاة النوافل، والدعاء للإخوة في اللَّه بظهر الغيب، واللَّه ﷿ يحب العبد التقيّ، النقيّ، الخفيّ، قال سعد بن أبي وقاص ﵁: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن اللَّهَ يحب العبد التقيّ، النقيّ، الخفيّ» (١).
٩ - عدم الاكتراث بذمّ الناس ومدحهم؛ لأن ذلك لا يضر ولا ينفع، بل يجب أن يكون الخوف من ذمّ اللَّه، والفرح بفضل اللَّه، قال اللَّه ﷿: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ (٢)، فيا عبد اللَّه أقبل على حب المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذلك سَهُل عليك الإخلاص (٣).
ويسهِّلُ الزهد في حب المدح والثناء العلم يقينًا أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمّه ويشين إلا اللَّه وحده، فازهد في مدح من لا يزينك مدحه، وفي ذمِّ من لا يشينك ذمّهُ، وارغب في مدح مَن كلّ الزين في مدحه وكل الشين في ذمه، ولن يقدر على ذلك إلا بالصبر واليقين، فمن فقد الصبر واليقين كان كمن أراد السفر في البحر بغير مركب (٤).
وانظر إلى من ذمّك فإن يك صادقًا قاصدًا النصح لك فاقبل
_________
(١) مسلم، كتاب الزهد والرقائق، برقم ٢٩٦٥.
(٢) سورة يونس، الآية: ٥٨.
(٣) الفوائد لابن القيم، ص٦٧.
(٤) انظر: الفوائد لابن القيم، ص٢٦٨.
1 / 37