أربعين ألفا، وفي النهروان (من الخوارج لعنهم الله) (1) اثنا عشر ألفا، ويوم صفين في مرار (2) نحو من مائة ألف، وبين الحجاج ومحاربته يوم الجماجم (3) مائة ألف، ويوم الحرة دون ذلك، وفي وقعة ابن الزبير دون ذلك، وبين أخيه مصعب وبين عبد الملك جملة كثيرة، وبين (4) المنصور ومحمد بن عبد الله بن الحسن (بن الحسن) (5) وأخيه إبراهيم في الكوفة، و(يوم الطف) (6) بين الحسين (عليه السلام) وبين عبيد الله بن زياد؟! فلو كان الاختلاف رحمة لما قتل (بينهم) (7) رجل واحد، ولا تيتمت أولاد، ولا ترملت (8) النساء وخربت الديار وهجرت (9) المساجد، بل خربت بقتل أولاد الأنبياء، وهدمت الكعبة، هدمها (10) الحجاج، كل ذلك ما وقع إلا بالاختلاف.
فإذن، والله ما كان الاختلاف إلا سخطا على المسلمين، ووبالا وقتالا (11)، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فمن ينكر ذلك ويقول إن الاختلاف رحمة؟! بل هو من أعظم
Shafi 100