Ghurar Akhbar
غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)
Nau'ikan
فقال له عمر: يا نصراني، اسكت وإلا لجنا دمك.
فقال الجاثليق: ما هذا عدل على من جاء مسترشدا طالبا الهدى منكم!
فقال سلمان رضى الله عنه: فكأنما ألبسنا جلباب المذلة، فنهضت أنا حتى أتيت عليا (عليه السلام) فقصصت عليه القصة، فأقبل حتى جلس في المسجد والنصراني يقول: دلوني على من أسأله عما أحتاج إليه.
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): «يا نصراني، سل عما شئت، وإنك لا تسألن عن شيء مضى ولا شيء يكون إلا أخبرتك عنه عن نبي الهدى محمد (صلى الله عليه وآله)».
فقال: أخبرني أمؤمن أنت عند الله أم عند نفسك؟
فقال: «أنا مؤمن عند الله كما أنا مؤمن عند نفسي».
فقال الجاثليق: الله أكبر، هذا كلام واثق بدينه، عالم بنفسه؛ فخبرني الآن: ما منزلتك عند نفسك في الجنة؟
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «منزلتي في الجنة مع النبي الأمي في الفردوس الأعلى لا أرتاب في ذلك ولا أشك فيه ولا في الوعد به من ربي ونبيي».
فقال النصراني: فيما عرفت الوعد لك؟
فقال أمير المؤمنين: «بالكتاب المنزل، وصدق النبي المرسل».
فقال: بما ذا علمت صدق نبيك؟
فقال: «بالآيات الباهرات، والمعجزات البينات».
فقال الجاثليق: هذا طريق الحجة لمن أراد البيان عن الحق، فأخبرني عن الله تعالى: أين هو؟
فقال (عليه السلام): «يا نصراني، إن الله تعالى جل عن الأين والكيف والمكان، فيما لم يزل
Shafi 314