Ghurar Akhbar
غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)
Nau'ikan
ولو كنت أنا وهؤلاء في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحولنا أهل المدينة لما استطاعوا أن يتكلموا بما تكلموا، ولكن اسمع أنت وهم الجواب: فإنكم بقية الأحزاب، وأعداء الكتاب، ولا أبدأ إلا بك يا معاوية، أتعلم أن أبي (صلى الله عليه وآله) صلى القبلتين، وأنت يا معاوية كافر بهما تعبد اللات والعزى، وبايع البيعتين: بيعة الرضوان وبيعة الفتح، وأنت يا معاوية بالأولى كافر وبالأخرى ناكث، وأنشدكم (1) الله أتعلمون أن أبي في بدر وأحد لقى المشركين ومعه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعك يا معاوية (2) راية المشركين، ومعه يوم الأحزاب لواء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعك (3) لواء الأحزاب، وفي كل ذلك ينصره الله تعالى ويخذلكم (4).
وأنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حاصر قريظة والنضير فبعث عمر ابن الخطاب على راية المهاجرين وسعد بن معاذ على راية الأنصار، فأما سعد فرجع جريحا، وأما عمر فرجع يلوم أصحابه ويلومونه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«ما بك يا ابن الخطاب؟» فقال: رأيت أمرا لا قبل لنا به، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه»، فتشرف لها المهاجرون والأنصار، وكان علي أرمد العين، فدعاه فتفل في عينه ودعا بالعافية، ثم أعطاه الراية، فلم يلبث حتى فتح الله عليه،
Shafi 242