الفصل الثاني [في آداب المتعلم وما ينبغي أن يكون عليه]
روى عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده علي (عليه السلام)، قال: «إن من حق العالم على المتعلم: أن لا يكثر السؤال عليه، ولا يبدي ولا يسبقه في الجواب، ولا يلح عليه إذا [أ] عرض، ولا يأخذ بثوبه إذا كسل، ولا يشير إليه بيده، ولا يغمزه بعينه، ولا يشاوره في مجلسه، ولا [تطلب] عوراته، وأن لا يقول: قال فلان خلاف قولك، ولا يفشي له سرا، ولا يغتاب عنده أحدا، وأن يحفظه شاهدا وغائبا، ويعم القوم بالسلام ويخصه بالتحية، ولا يجلس بين يديه، وإن كانت له حاجة سبق القوم إلى خدمته، ولا يمل من طول صحبته، فإنما هو مثل النخلة تنتظر متى تسقط عليك منها منفعة، والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، وإذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا تسد إلى يوم القيامة، وإن طالب العلم يشيعه سبعون ألف ملك من مقربي السماء» (1).
وقال (عليه السلام): «العلماء ثلاثة: عبد علم علما فعمل به وأفشاه فكان له نورا يوم القيامة وكان أحد مثل من عمل به، وعبد علم علما فلا هو عمل به ولا أفشاه فهو
Shafi 45