٩- الإمام أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر التميمي المازري مستوطن المهدية: إمام بلاد أفريقية وما وراءها من المغرب وآخر المستقلين من شيوخ أفريقية بتحقيق الفقه ورتبة الاجتهاد ودقة النظر.
أخذ عن اللخمي وأبي محمد ابن عبد الحميد السوسي وغيرهما من شيوخ أفريقية، ودرس أصول الفقه والدين وتقدم في ذلك فجاء سابقًا. لم يكن في عصره للمالكية في أقطار الأرض في وقته أفقه منه ولا أقوم لمذهبهم، وسمع الحديث وطالع معانيه واطلع على علومٍ كثيرةٍ من الطب والحساب والآداب وغير ذلك فكان أحد رجال الكمال في العلم في وقته وإليه كان يفزع في الفتوى في الطب في بلده كما يفزع إليه في الفتوى في الفقه.
وكان حسن الخلق مليح المجلس أنيسه كثير الحكاية وإنشاد قطع الشعر، وكان قلمه في العلم أبلغ من لسانه، وألف في الفقه والأصول وشرح كتاب مسلم وكتاب التلقين للقاضي أبي محمد وليس للمالكية كتابٌ مثله وشرح البرهان لأبي المعالي الجويني، وألف غير ذلك.
كتب إلي من المهدية يجيزني كتابه المسمى بالمعلم في شرح مسلم وغيره من تواليفه؛ توفي، ﵀، يوم السبت الثالث من ربيع الأول سنة ستٍ وثلاثين وخمسمائة وقد نيف على الثمانين.
1 / 65