الصحابي هو أبو عبد الله ويقال: أبو محمد عمرو بن العاص بن وائل - وباقي النسب ذكرناه في نسب أبيه - أسلم عام خيبر أول سنة سبع، وقيل: أسلم في صفر سنة ثمان قبل الفتح بستة شهور، وقيل غير ذلك، وقدم على رسول الله
صلى الله عليه وسلم
هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة فأسلموا، ثم أمره رسول الله في غزوات ذات السلاسل وهو وراء وادي القرى وبينها وبين المدينة عشرة أيام وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان من هجرة الرسول فدعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
عمرو بن العاص، فعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء وبعثه في ثلاثمائة من سراة المهاجرين والأنصار ومعهم ثلاثون فرسا، وأمره بأن يستعين بمن يمر به من بلي وعذرة وبلقين وكان في جيشه من المهاجرين أبو بكر وعمر وأميرهم أبو عبيدة بن الجراح، رضي الله عنهم، وقال لأبي عبيدة لا تختلفا، واستعمله رسول الله على عمان فلم يزل عليها حتى توفي رسول الله، ثم أرسله أبو بكر - رضي الله عنه - أميرا إلى الشام فشهد فتوحه، وولي فلسطين لعمر بن الخطاب ثم أرسله عمر في جيش إلى مصر ففتحها ولم يزل واليا عليها حتى توفي عمر ثم أمره عليها عثمان أربع سنين، ثم عزله فاعتزل عمرو بفلسطين وكان يأتي المدينة أحيانا ، ثم استعمله معاوية على مصر فبقي عليها حتى توفي واليا عليها ودفن بها، وكانت وفاته يوم الفطر سنة 42، وقيل: 43، وقيل غير ذلك، وكان عمره سبعين سنة، وصلى عليه ابنه عبد الله بن عمرو بن العاص، وكان عمرو من أبطال العرب ودهاتهم، وكان قصيرا، ذا رأي، وأعتق عمرو كل مملوك له، وقيل لعمرو بن العاص: ما المروءة؟ فقال: «يصلح الرجل ماله ويحسن إلى إخوانه.» ولما حضرته الوفاة قال: «اللهم أمرتني فلم أأتمر، ونهيتني فلم أنزجر، ولست قويا فأنتصر ولا بريا فأعتذر ولا مستكبرا بل مستغفرا لا إله إلا أنت.» فما زال يرددها حتى توفي، روى عن رسول الله، وروى عنه أبو عثمان النهدي وقيس بن حازم وعروة بن الزبير وعبد الرحمن بن شماسة.
Shafi da ba'a sani ba