ينهل سما من يعادي ويعل
التفسير: «عضلة من العضل»: أي داهية من الدواهي. «جزل»: كلام جزل أي قوي شديد جيد الرأي. «الحسام العضب»: السيف القاطع. «قصل»: القصل: قطع الشيء من وسطه أو أسفل من ذلك قطعا وحيا. «يعدل»: كل ما أقمته فقد عدلته أي يعدل كل من يميل عن الحق. «ينهل»: النهل: الشرب، تقول: أنهلت الإبل وهو أول سقيها. «يعل»: العل والعلل: الشربة الثانية، ويقال: الشرب بعد الشرب تباعا، يقال: علل بعد نهل، وعله يعله ويعله إذا سقاه السقية الثانية.
الفرزدق
هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي الشاعر صاحب جرير، وسمي الفرزدق؛ لجهامة وجهه لأن الفرزدق القطعة الضخمة من العجين، وكنيته أبو فراس، كان مع تقدم في الشعر وبلاغة فيه إلى الذروة العليا شريف الآباء كريم البيت مائلا لبني هاشم، رجع في آخر عمره عما كان عليه من الفسق والقذف وراجع طريق الدين، وكانت له بالله ثقة كبيرة وراجعه رجل في ذلك فقال: أتروني لو أذنبت إلى والدي أكانا يقذفاني في تنور وتطيب أنفسهما بذلك؟ قال: لا، بل كانا يرحمانك، فقال: أنا والله برحمة الله أوثق مني برحمتهما، وقيل: إنه كان يخرج من منزله فيرى بني تميم وفي حجورهم المصاحف فيفرح بذلك ويقول: إيه فداكم أبي وأمي هكذا والله كان آباؤكم، ويستدل على حبه لبني هاشم وتشيعه لهم بحكايته مع هشام بن عبد الملك؛ وذلك أن هشاما حج في خلافة أبيه فأراد أن يستلم الحجر فلم يتمكن لازدحام الناس فجلس ينتظر خلوه فأقبل علي بن الحسين - رضي الله عنه - وعليه إزار ورداء وهو من أحسن الناس وجها وبين عينيه سجاوة،
134
فجعل يطوف بالبيت فإذا بلغ الحجر تنحى الناس له هيبة وإجلالا؛ فغاظ ذلك هشاما فقال رجل من أهل الشام: من هذا الذي هابته الناس؟ فقال هشام: لا أعرفه؛ لئلا يرغب فيه أهل الشام، قال الفرزدق وكان حاضرا: لكني أنا أعرفه، فقيل له: من هو؟ فأنشد يقول:
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرم
Shafi da ba'a sani ba