وتقول الزوجة: يا وجدي أنا خائفة، ولا بد أن نبلغ الشرطة.
وفي فزع صرخ صديق مرة أخرى: لا.
وتعجب وجدي وسأله: ما الذي يخيفك من الشرطة؟ - لا أحب الشرطة. - ألا تريد أن ترجع إلى أبيك وأمك؟
وفي عفوية طفلة قال دون ريث من تفكير: لا. - أنت طبعا لا تعرف عنوان بيتكم؟
وفي سرعة فائقة: لا. - ولا الحي الذي تسكن فيه؟ - لا.
والتفت وجدي إلى زوجته: إن في الأمر سرا.
وقالت الزوجة: عجيب أمر هذا الطفل، أنا لم أر في حياتي طفلا في مثل جماله، بل إنني أعتقد أن الله لم يخلق طفلا على صورته أبدا، كيف لا يضعه أهله في أعينهم؟
وهوم صمت فيه حديث وضجيج وصراع، وآمال ومخاوف، وهلع قاتل وإعجاب أخاذ، وتردد بين إقبال وإحجام.
وقطع وجدي الصمت قائلا: خذي صديق إلى حجرة نوم ليستريح قليلا، وأنا سأذهب وأشتري له بعض ملابس بدلا من حلته التي تمزقت في الحادثة.
وفي ذكاء المرأة قالت الزوجة زهيرة: فيم تفكر يا وجدي؟ - نتحدث بعد أن نعود.
Shafi da ba'a sani ba