395

Ghazwah of Mu'tah and the Northern Saraya and Prophetic Missions

غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية

Mai Buga Littafi

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

وقال الحلبي: "فلا منافاة بين القول بأنّ أبا بكر ﵁ كان من جملة الجيش وبين القول بأنّه تخلَّف عنه، لأنّه كان من جملة الجيش أوّلًا، وتخلَّف لما أمره ﷺ بالصلاة بالناس، وبهذا يُردّ قول الرافضة طعنًا في أبي بكر ﵁ أنّه تخلّف عن جيش أُسامة ﵁، لما علمت أنّ تَخَلُّفه عنه كان بأمر منه ﷺ لأجل صلاته بالناس، وقول هذا الرافضي مع أنّه ﷺ لعن المتخلِّفَ عن جيش أسامة مردودٌ، لأنّه لم يرد اللعن في حديث أصلًا"١.
قلت: لكن شيخ الإسلام ﵀ ردّ بقوّةٍ على هذا البهتان الذي ذكره الرافضي، حول تخلُّف أبي بكر ﵁ عن جيش أُسامة، وفنَّد ذلك الاتهام الباطل، وقد أحسن جدًّا - رحمه الله تعالى - في ذلك، فالصّدِّيق ﵁ فوق أن يُظَنَّ به أن يتخلّف عن جيشٍ أعدَّه النّبيّ ﷺ، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يلعنه النّبيّ ﷺ أو أن يذكر كلامًا أو حديثًا فيه إشارة إلى ذلك، لأنّ الصّدِّيق ﵁ مِمَّن أنعم الله عليه فجعله من الصّدِّيقين والشهداء والصالحين، وهو صاحب المواقف المشهورة في الثبات على الحقّ، والذّود عن حياض الإسلام، حتّى قال عنه المصطفى ﷺ: "لو كنت متّخذًا خليلًا لاتّخذت أبا بكر خليلًا".
ولكنهم الرافضة الذين امتلأت قلوبهم حقدًا وبُغْضًا على من عدّلهم الله ﷿ واختارهم لصحبة نبيّه ﷺ.

١ الحلبي: سيرة ٣/٢٢٨.

1 / 477