وروى ابن أبي الدنيا في كتاب ((حسن الظن بالله)) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالس، إذ رأيته يضحك حتى بدت ثناياه، فقيل له: مم تضحك يا رسول الله؟ فقال: ((رجلان من أمتي جثيا بين يدي ربي عز وجل فقال أحدهما: يا رب خذ لي مظلمتي من أخي، فقال الله تعالى: أعط أخاك مظلمته، فقال: يا رب، ما بقي من حسناتي شيء، فقال: يا رب، فليحمل من أوزاري، وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إن ذلك اليوم ليوم يحتاج الناس فيه إلى أن تحمل عنهم أوزارهم، ثم قال الله تعالى للمطالب حقه: ارفع بصرك، فانظر إلى الجنان، فرفع رأسه فرأى ما أعجبه من الخير والنعم، فقال: لمن هذا يا رب؟ فقال: لمن أعطاني ثمنه. قال: ومن يملك ثمن ذلك؟ قال: أنت. قال: بم ذلك؟ قال: بعفوك عن أخيك. قال: يا رب: فإني قد عفوت عنه. قال: خذ بيد أخيك فادخلا الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فاتقوا الله، وأصلحوا ذات بينكم؛ فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة)). ورواه الحاكم من حديث أنس، وقال: صحيح الإسناد.
Shafi 88