(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ... (١٧) للاتعاظ؛ لاشتماله على أنباء الأولين والآخرين، وبيان ما أصاب من كذب الرسل، أو سهلناه للتلاوة؛ لأنه عربي مبين يتلوه أهل كل لسان، أو حفظه دون سائر الكتب، أو بأن أنزلناه على سبعة أحرف بحسب لغة القبائل تيسيرًا على العرب إزاحة لعذرهم. والأول أوفق بالمقام، ولذلك أعاده مرارًا. (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) متعظ.
(كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (١٨) وإنذاراي لهم قبل نزول العذاب وبعده لمن بعدهم.
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا ... (١٩) باردا من الصِّر بكسر الصاد، أو شديد الصوت من الصرير. (فِي يَوْمِ نَحْسٍ) شؤم (مُسْتَمِرٍّ) شؤمه، أو اليوم على إرادة الحين؛
لأنه كان سبع ليال وثمانية أيام، أو على أشخاصهم لم يدع صغيرًا ولا كبيرًا، أو شديد مرارته.
(تَنْزِعُ النَّاسَ ... (٢٠) تقلعهم. بيان لشؤمه، (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) أصول نخل منقلع من مغارسها. وتذكير الصفة باعتبار لفظ النخل، وتأنيثه في قوله (أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) باعتبار المعنى. روي أنهم كانوا يصطفون آخذًا كل واحد يد الآخر، فيدخلون في الشعاب، ويحفرون فتنزعهم وتدق رقابهم. وقيل: تقلع رؤوسهم وتبقى الجثث ساقطة على الأرض.
1 / 44