(فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (٢٥) يعطي ما يشاء لمن يشاء ليس لأحد فيهما شرك، وقدم الآخرة؛ لأن الكلامَ فيها.
(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا ... (٢٦) أدنى شيء مع مكانتهم وقربهم عند اللَّه. فكيف تشفع هذه الجمادات التي هي أخسّ الكائنات. والمراد أشراف الملائكة؛ ليدل بالأولوية على انتفائها من غيرهم، ولذلك نكر الملك وخصه بمن في السموات. (إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ) أن يشفع ويشفع له، (وَيَرْضَى) بتلك الشفاعة أي. تكون مقبولة؛ لأن الإذن في الشفاعة لا يستلزم القبول.
(إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (٢٧) حيث قالوا: هم بنات اللَّه. قالوا: تزوج سروات الجن فولدت له الملائكة. والتقييد بالآخرة، إشارة إلى فرط جهلهم بأنهم يعتقدون أن الإنسان يترك سدى، ومن كان هذا شأنه لا يبعد منه تلك المقالة.
(وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ... (٢٨) لما سمعوه من آبائهم. (وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ) الذي لا يمكن تبدله باختلاف الشرائع وتبدل الأعصار وهي المسائل الأصلية والمباحث الإلهية. (شَيْئًا) أدنى شيء.
1 / 25