195

وواجبي، واجبي! ماذا أصنع! (يشير بكفه نافيا)

كلا، لن أحيد عن طريق الواجب! ولكن، أوه! لم أعد أدري، لم أعد أدري (يرتمي على الكنبة وينحني على ركبتيه ويغطي وجهه بكفيه). (يسدل الستار)

الفصل الرابع

(بعد بضعة شهور أخرى)، في الشتاء. (غرفة مائدة، في الوسط المائدة، وهي بيضاوية، وعليها كسوة بيضاء، وفوق الكسوة زهريتان، وحولها أربعة كراسي، وإلى اليسار خوان على رخامة، طبقا فاكهة فيهما تفاح وكمثرى، وبينهما زجاجتا نبيذ وكونياك، وفي الصدر نافذة عريضة عليها شفان (ستران رقيقان)، وتحت النافذة كرسيان من كراسي المائدة، وفي الركن الأيمن كرسي كبير من الجلد له مسندان، يسمع صوت المطر وعصوف الرياح من شدة هبوبها، يفتح الباب بقوة ويدخل شاب حسن الهندام متين الأسر يحمل ليلى، تساعده فريدة ويضعانها بعناية على الكرسي الكبير، وترى ثيابهم جميعا مبللة.) (فريدة تسوي لليلى خصل شعرها وتركع أمامها وتتناول كفها.)

الشاب :

لا تزال غائبة عن رشدها (يتلفت ويمضي إلى الخوان ويتناول زجاجة الكونياك ثم يردها)

كلا، هذا لا يجدي الآن (يتجه إلى الباب، لفريدة)

سأجيء بمنبه (يخرج) .

فريدة (لنفسها) :

الحمد لله، لقد نجت ولما تكد (الشاب يعود بزجاجة صغيرة ويقلبها على سدادتها ثم ينزع السدادة ويدنيها من أنف ليلى فتتحرك، ينشقها مرة أخرى فتتحرك وتئن.)

Shafi da ba'a sani ba