(٢٤) ن ح س [نحاس]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله ﷿: وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ «١» .
قال: النّحاس: الدّخان بلغتك يا ابن آدم يا ابن أم الأزرق، الدّخان الذي لا لهب فيه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «٢» وهو يقول:
يضيء كضوء السّراج السّليط ... لم يجعل الله فيه نحاسا»
_________
(١) سورة الرحمن، الآية: ٣٥.
(٢) الشاعر: هو النابغة الجعدي: هو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة الجعدي العامري، أبو ليلى، شاعر فذ صحابي ومن المعمرين. اشتهر في الجاهلية، وسمي النابغة لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله. وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر قبل ظهور الإسلام.
وفد النابغة على رسول الله ﷺ فأسلم، وأدرك صفين، فشهدها مع الإمام علي كرم الله وجهه، ثم سكن الكوفة، فسيّره معاوية بن أبي سفيان مع أحد ولاتها، فمات فيها سنة (٥٠) هـ الموافق (٦٧٠) م وقد كفّ بصره وجاوز المائة، وأخباره كثيرة. (انظر: اللباب: ١/ ٢٣٠. وطبقات فحول الشعراء: ١٠٣. والأعلام: ٥/ ٢٠٧) .
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و(الإتقان): ١/ ١٢٢ وقد ورد البيت في: (الفائق في غريب الحديث للزمخشري: ١/ ٥٤٤. واستشهد به الزمخشري في (الكشاف) ٤/ ٥٣. وكذلك الطبرسي في (مجمع البيان) ٦/ ٩٤.
والسّراج: المصباح الزاهر. والسليط: الشديد. والنحاس. معدن أحمر اللون، يوجد في الطبيعة منفردا أو مركبا، وهو شديد القابلية للسّحب والطّرق، يستخدم في أسلاك الكهرباء وغيرها.
وقد ورد في (الفائق): ١/ ٥٤٤. و(تهذيب الألفاظ) لابن السكيت: ٢٠٠. و(الجامع لأحكام القرآن): ١٧/ ١٧٢.
1 / 52