وذكر ابن النَّديمِ١ عن حماد بن إسحاق بن إبراهيم قال: قال لي أبو عبيدٍ: عرضتَ كتابي في الغريب المصنَّف على أبيك؟ قلتُ: نعم، وقال لي: فيه تصحيفُ مائتي حرفٍ، فقال أبو عبيد: كتابٌ مثلُ هذا يكونُ فيه تصحيفُ مائتي حرفٍ قليلٌ.
ومن المعترضين المنصفين أبو سعيد محمد بن هبيرة الأسدي الكوفي، المعروف بصعودا، المتوفى سنة ٢٩٥ هـ. ألَّف رسالة للأمير عبد الله بن المعتز اسمها: (ما أنكرته العربُ على أبي عبيد القاسم بن سلاَّم ووافقته فيه) وهو كتاب مختصر٢. ولم نعثر عليه.
ومنهم أبو سعيد الضرير، أحمد بن أبي خالد، استقدمه طاهر بن عبد الله من بغداد إلى خراسان، صنَّف كتابًا في الرّدِّ على أبي عبيد في الغريب المصنف٣.
وله كتابٌ آخر في الردّ على أبي عبيد في غريب الحديث، عرضه على عبد الله بن عبد الغفار وكان أحد الأدباء، فكأنَّه لم يرضه، فقال لأبي سعيد. ناولني يدك، فناوله، فوضع الشيخ في كفّه متاعه، وقال: اكتحل بهذا يا أبا سعيد حتما تبصر، فكأنك لا تبصر٤.
ومنهم أبو عمر الزاهد المعروف بغلام ثعلب، له كتاب (ما أنكرته الأعراب على أبي عبيد فيما رواه وصنفه) ٥.
من الناقدين المتحاملين: عليّ بن حمزة البصري أحد أعلام أهل الأدب، المتوفى سنة ٣٧٥ هـ.
له كتاب "التنبيهات" ردَّ فيه علي أبي عبيد في الغريب المُصنَّف، ولكنه
_________
١ الفهرست ص ١٠٦.
٢ الفهرست ص ١١٠، معجم المعاجم ص ١٥٧.
٣ بغية الوعاة ١/٣٠٥، ومعجم المعاجم ص ١٥٧.
٤ معجم الأدباء ٣/١٦، وبغية الوعاة ١/ ٣٠٥.
٥ إنباه الرواة ٣/ ١٧٧.
1 / 271