والمفتر نهي عَنهُ نهي تَأْدِيب لِأَنَّهُ لم يَأْتِ فِي شئ من الحَدِيث انه قَالَ كل مفتر حرَام وَلَا كل مفتر خمر وَقد نهى ﵊ عَن شَيْئَيْنِ حكمهمَا مُخْتَلف وَجمع بَينهمَا فِي النَّهْي وَنهى عَن كسب المومسة وَكسب الْحجام والمومسة الزَّانِيَة وكسبها حرَام وَكسب الْحجام مَكْرُوه وَجمع بَينهمَا فِي النَّهْي.
٥٢ - وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد فِي حَدِيث النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ: ويل لأقماع القَوْل وويل للمصرين يرويهِ يحيى بن أبي بكير عَن حريز بن عُثْمَان عَن حبَان بن زيد الشرعبي عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي ﷺ.
قَوْله ويل لأقماع القَوْل يَعْنِي الَّذين يَسْتَمِعُون القَوْل كثيرا وَلَا يعْملُونَ بِهِ وَهُوَ جمع قمع وَمِنْه لُغَة أُخْرَى قمع مثل ضلع وضلع شبه آذانهم لِكَثْرَة مَا يدخلهَا من الْوَعْظ وهم مصرون بالأقماع الَّتِي تفرغ فِيهَا الْأَنْوَاع وَلَيْسَ يبْقى فِيهَا مِنْهَا شَيْء وَيُقَال أصر الرجل على الذَّنب وأصر الْفرس أُذُنه وصر الشَّيْء اذا جمعه.