Ƙauna ta Catullus
غراميات كاتولوس: فطحل شعراء الغزل الرومان
Nau'ikan
إلى الحكمة الناضجة التي نجدها في الأناشيد
Odes
والرسائل
Epistles .
أما الأمر مع شاعرنا فبخلاف ذلك على خط مستقيم، ومهما كان سبب التفاوت فليس للزمن دخل فيه؛ لأن كاتولوس مات في سن الثلاثين، بعد أن أنجز كتابة جميع أشعاره في السنوات الست أو السبع الأخيرة من سني حياته. أما كون التفاوت حقيقة ظاهرة للعيان، فسوف يتضح بلا عناء لكل من يتحاشى المختارات، مؤثرا قراءة جميع أشعار الشاعر التي بين أيدينا. فبعض الأشعار جميل رقيق، وبعضها الآخر سمج في سماجة لكل ما هو مكتوب باللغة اللاتينية، هذا إلى أن بعضها يبرز كمال الواقعية الخفيفة الحية، بينما يتجرد بعضها الآخر من كل معاني الحياة، لتكون مثلا في السماجة وإثارة الملل. على أن بعضها قصير مقتضب ينحصر في بيتين من أشعار الرثاء، بينما يطول بعضها الآخر إلى أربعمائة وثمانية أبيات من الشعر فتبدو أطول مما هي عليه. ومجمل القول، إن أشعار كاتولوس تتضمن «مزيجا» من شتى الضروب والأصناف التي من بينها «النوع المحزن».
وما بين أيدينا من نصوص كاتولوس الآن يحتوي على 116 منظومة شعرية، قام بترتيبها أديب لم يكن شديد الاهتمام بموضوعها أو بترتيبها الزمني، قدر اهتمامه بمظهرها الخارجي. وهي تبتدئ بستين منظومة وجدانية، تتبعها مجموعة من ثماني قصائد تفوق الأولى طولا، من بينها منظومة «بيليوس وثيتيس
»، وكلها في أوزان شعرية مختلفة. ثم مجموعة من ثمان وأربعين قصيدة أغلبها غاية في القصر، يقع في بيتين اثنين من الشعر الرثائي تقريبا.
أما أولئك الذين تعودوا أن يلمسوا أعمال أي شاعر بعد جمعها مرتبة حسب تاريخ تأليفها أو وفق موضوعها ؛ فرأينا فيهم أنهم يتبعون طريقة لا عقل فيها ولا تعقل. إلا أن اهتمام القدامى بالأوزان الشعرية كان يفوق كثيرا مدى اهتمامنا بها. وكان لكل وزن شعري طابعه الخاص، وارتباطاته الخاصة التي تجعله صالحا بإجماع الآراء للون خاص من التأليف، وتحكم عليه بعدم الصلاحية لأي لون آخر من ألوان التأليف، بيد أنه كثيرا ما كان يحدث أن يحتكر أحد شعراء الماضي وزنا شعريا خاصا ويعتبره ملكا خاصا له. وكان على الكتاب المتأخرين اعترافا بامتنانهم له، أن يتخذوه نموذجا لهم، ويحاكون ما يدعيه من وزن شعري.
وهاتان الحقيقتان لا بد من إدخالهما في الحساب عند الكلام عن أشعار كاتولوس بالذات.
ولئن أردت الحق فعندما بدأ كاتولوس يكتب أشعاره الغرامية لم يكن أمامه نماذج رومانية. ولما كان يعرف اليونانية؛ فقد توجه إلى مركز الثقافة في البحر الأبيض المتوسط؛ لأن أثينا في عصره، إن كانت ما زالت منارة علم، إلا أنها كانت قد فقدت صيتها وأهميتها ومكانتها الأولى، بينما احتفظت الإسكندرية بمركزها كعاصمة للبحر الأبيض المتوسط. كما يقول طالب العلم في حديث عيسى بن هشام، عندما سأله عن مطلع شمس العلم:
Shafi da ba'a sani ba