وأخذ دارنلي يجاهد حتى تمكن من الجلوس في فراشه، ثم أمسك بيدها وأخذ يرجوها: لا تغادريني، بربك لا تغادريني.
فصاحت بصوت يظهر الاضطراب في نبراته: ولكن ما هذا؟ هل تريد أن ييأس سبستيان من حضوري ويحزن لذلك، وهو الذي يحمل لي الكثير من الحب والإخلاص؟
فقال : لقد فهمت. إذن فأنت تهتمين بسبستيان أكثر من اهتمامك بي.
فقالت: إن هذا من الجنون؛ فليس سبستيان إلا خادمي المخلص.
فقال: أولست أنا كذلك خادمك المخلص؟ ألا تصدقين أن كل غرضي سيكون منذ الآن أن أخدمك بإخلاص. آه! ولكن شفقة لضعفي، إنني ممتلئ بالخوف والتشاؤم هذه الليلة. اذهبي إذا كان واجبا أن تذهبي، ولكن دعيني أسمع - على الأقل - تأكيدا لحبك، وعديني بالحضور غدا بحيث لا تفترقين عني مرة أخرى.
نظرت الملكة إلى ذلك الوجه الأبيض الشاحب الذي كان يتذلل صاحبه إلى هذا الحد، والذي كان رائع الجمال في الماضي، فاضطربت نفسها، ولم تشعر بالقوة إلا عندما ذكرت أن بوثول ينتظرها بالباب، وأنه يسمع كل ما يدور بينها وبين زوجها من حديث.
وحدث بعد ذلك أن خلعت خاتما من أحد أصابعها ووضعته في أحد أصابعه وقالت: إليك الدليل على صدق وعدي وحبي؛ فاسترح ونم مطمئنا.
وقد انتقدت الملكة على تصرفها هذا ولامها الكثيرون عليه، بل لقد اعترف موراي نفسه فيما بعد لما له من صلة بالمسألة، بأن ما صنعته الملكة من نزع خاتمها ووضعه في أصبع زوجها لمما تستحق عليه أشد اللوم. والظاهر أنها قصدت من ذلك أن تضع حدا للمنظر المؤثر الذي كان يزعجها، وقد تمكنت فعلا من إنقاذ موقفها بذلك العمل.
إنذار خفي
وغادرت الملكة زوجها وقد شحب وجهها وبدا عليه الاضطراب، ووصلت إلى الباب ووضعت عليه يدها تحاول فتحه، ولكنها تريثت وأعادت النظر إلى زوجها، ويظهر أنها اشمأزت من نفسها عندما فكرت في خيانتها له، خاصة عندما رأته يبسم لها وقد عادت الثقة إلى وجهه. ولا شك أنها شعرت بالرغبة في تحذيره إذ ذاك، ولكن بوثول كان قريبا منها، فعرفت أن أي كلمة تذكرها لزوجها سيكون معناها تعجيل المأساة مع اقترانها بنتائج خطيرة قد تمس بها.
Shafi da ba'a sani ba