كانت الملكة فيكتوريا، في سذاجة الفتاة وبراءتها، تشعر بشيء كثير من سعادة الروح، أما الغراندوق فعلى الرغم من أنه كان في مثل سنها الصغير، إلا أنه بدأ يقدر إلى أي مغامرة سيئة كانت تسوقه الظروف والأقدار، وقد لبث يفكر ثلاثة أيام تبعها التصريح والأزمة.
ففي يوم 12 مايو، أي قبل أن يمضي على تعارف الملكة والغراندوق أكثر من 8 أيام، كتب الجنرال يوريفتش بيد مضطربة ما يأتي في مفكرته:
غادرني الغراندوق الساعة فقط، وأنا الآن في شدة الاضطراب والارتباك. كان الغراندوق شاحب الوجه جدا، وقد صرح لي بأنه يحب الملكة، وأنه على ثقة من أنها تحبه كذلك. إن هذا التصريح يزعجني كثيرا؛ إذ إنني أعلم مقدار رقة إحساسه، وقد طلبت من سموه أن يترك لي مهلة للتفكير.
وفي اليوم التالي صارت الأزمة واضحة، وكتب الجنرال يوريفتش ما يلي تحت يوم:
الاثنين 13 مايو سنة 1839
طلب مني الغراندوق في هذه الليلة أن أبقى إلى جانبه، وقد جلس ساكنا لا يتحرك مدة طويلة وكأنه لا يشعر بما يحيط به، وبعد صمت طويل بدأ الحديث بهذا الاعتراف المروع:
إنني أحب الملكة، وأنا واثق من أنها تحبني. لم أكتم في حياتي سرا عنك، وأنا أصرح لك الآن بأن هذه هي أول مرة في حياتي أصادف فيها امرأة وأحبها حقا، وأشعر بالسعادة إلى جانبها.
وقد حدثني طويلا في هذا المعنى حتى تأثرت كثيرا، وذكرت له أن الارتباط بالزواج بينه وبينها غير ممكن أبدا، وأنه لا يجب أن يغفل عن واجباته؛ إذ إنه لو أراد أن يتزوج الملكة لوجب عليه أن يتنازل عن حقوقه في وراثة عرش القياصرة، وأن هذا ما لا يمكن أن يقره عليه ضميره.
ولم يتردد الغراندوق في أن ينضم إلى رأيي، ولما غادرني كان على شيء كثير من الأسى والحزن.
إنني أشعر بارتباك عظيم، فهل يجب أن أقص كل هذا على القيصر؟ لا شك أن غضبه يكون عظيما لو سمع به.
Shafi da ba'a sani ba