أكثر الناس يهمهم أن يتقدموا سواهم، ولكني يا صديقي أشعر بكبر حين أمسي في صفوف المشاة.
يهمني جدا أن أعلم أنك وإخوانك غير عاتبين وغير متألمين، ويشوقني أن أرجع إليكم، فأشعر فيما أنا بينكم أني أحد جنود قضية هذا الشعب الذي لن يقهر، وفيه أمثالك.
لك أخوتي.
يدي إلى قلبي.
أخوك سعيد تقي الدين
إلى سعادة
في 8 تموز 1949 أعدم الزعيم سعادة
ألوف من رفقاء لك اليوم - هنا وعبر الحدود - يغتصبون لحظة ليرفعوا الأكف بالتحية، لا دمعة في عين، ولا حسرة، ولا زفرة، فأنت علمت الإيمان بالقوة، وحقرت الضعف، ولولة وآهات.
هي لحظة مختصرة، يبرر قصرها أن رفقاءك يمارسون فضيلة الصراع، فيومهم لحظات تحتشد جهودا، وصفاء الذهن لا يرتفع في صعيد الأدب إلى حيث يطمئن أحدهم أنه قام بما هو فوق طاقته، وأنت الذي بشرت بالنبل أنه ما يبذله الفرد عبر واجبه وأكثر من مقدرته.
إن الذين اغتالوك عرفوك، وفهموك، وأدركوا أي خطر كنت عليهم.
Shafi da ba'a sani ba