Ghabir Andalus Wa Hadiruha
غابر الأندلس وحاضرها
Nau'ikan
6
والكرج والعود والروطة والرباب والقانون والمؤنس والكثيرة والقيشار والزلامى والشفرة والنورة والبوق، وكان في مدينة آبدة من أصناف الملاهي والرواقص المشهورات بحسن الانطباع والصنعة ما تظنهن فيه أحذق خلق الله تعالى باللعب بالسيوف والدكر، وإخراج القزى والمربط والفتوخة.
أما الموسيقى: فقد كان زرياب أدخلها الأندلس، فكان يجري عندهم مجرى الموصلي في الغناء، وله طريق أخذت عنه، وأصوات استفيدت منه، وعلا عند الملوك، وأحسنوا إليه حتى كادوا يفرطون، وشهر شهرة ضرب بها المثل، ولا عجب إذا قلنا إن تفرق الأندلس أصقاعا وممالك كان أشبه بتفرق ألمانيا وإيطاليا قبل وحدتهما إلى إمارات صغيرة تتنافس في مضمار العلم والصنائع والعمران.
هوامش
الفصل الحادي عشر
مدينة مجريط
سار بنا القطار من باريز إلى جنوبي فرنسا مارا بأرض عامرة بزراعتها دالة على سلامة ذوق أهلها، وتفننهم في ضرب الحياة المادية والأدبية، ولما اجتزنا جبال البيرنات «جبل الثنايا» دخلنا ليلا محطة إرون الإسبانية قاصدين إلى مجريط عاصمة إسبانيا الحديثة كثرت لواعج الأشواق إلى الصقع الأندلسي، واشتدت تباريح الذكرى.
وأكثر ما يكون الشوق يوما
إذا دنت الخيام من الخيام
تمثلت للعين تلك الأمة العربية الغربية، وما أثلته من الأمجاد في هذه البلاد، وظهرت فيه من مظاهر الحياة الراقية، تذكرت جيلا عظيما، لم يبق سوى التحدث بطيب أخباره، والتطلع إلى جميل آثاره، ذكرت عشرات الألوف من العظماء، ضمت الأندلس أعظمهم، وكان كل واحد أمة برأسه، ومنهم من لم ينبغ أمثال لهم في أمة في القرون المتواصلة، ووددت لو أمكن العمل بحكمة المعري حين قال:
Shafi da ba'a sani ba