Ghabir Andalus Wa Hadiruha
غابر الأندلس وحاضرها
Nau'ikan
هذا هو المثال الأول والمثال الثاني مجموعة السنيور أوسما
Osma
ناظر مالية إسبانيا سابقا وهي من الفسيفساء والقيشاني الإسباني والسلاح والرخام والسجاد والأدوات والأواني الفضية والزمرد والأواني الخزفية والبللورية والألبسة والنقوش والتصاوير والأعمال الخشبية والنقود العربية والإسبانية ذهبية وفضية ونحاسية من صنع عرب الأندلس وصنع إسبانيا المسيحية في القرون الوسطى، هذا عدا وثائق تاريخية وسجلات من القرن السادس عشر من الآثار النصرانية، وقد بدأ بجمع هذه المجموعة عم السنيور أوسما والد زوجته وأحد أشراف إسبانيا منذ زهاء خمسين سنة، ودامت ابنته بعده وزوجها يطرسان على آثار هذه المغالي بالآثار الإسلامية والنصرانية، ولما جاءتها الوفاة أوصت بالقسم الذي جمعته في حياتها، والذي ورثته عن أبيها لزوجها السنيور أوسما على أن تدعى المجموعة كلها باسم لقب والدها، فسميت مجموعة مجمع بلنسية للدوق خوان
Justituto de Valencia de Don Juan
وصحت عزيمة الوزير الإسباني أن يضيف إلى المجموعة ما جمعه في حياته، ويجعله في دارين بناهما في أهم أحياء مجريط الحديثة فبنى الدار الأولى على الطراز الأندلسي، والثانية على الطراز المسيحي في القرون الوسطى، وكلا الدارين متلاصقان جعلت كل مجموعة في الدار التي تناسبها، فأصبحت الداران متحفا مرتبا ترتيبا علميا راقيا لمعرفة صاحبها الآن، وإشارة من يختلف إلى داره من غلاة العاديات والآثار وحملة العلوم والفنون الذين يضمهم في ناديه مرة في الأسبوع يتفاوضون الصناعات والنفائس، وقد وقف الوزير المولع بالآثار مؤخرا مجموعته البديعة، وأقام عليها خمسة من الأمناء منهم الأستاذ آسين المشار إليه، ووقف عليها مبلغا من المال لا يقل عن خمسة ملايين بستاس أو نحو عشرة ملايين فرنك بحسابنا اليوم، وأعطاها خزانة كتبه البالغة ألفي مجلد على أن تبقى مجموعته ويزاد فيها ليدرس تاريخ الصنائع والفنون في إسبانيا، وقد توخى في وصيته تنشيط الطلبة الوطنيين والأجانب على درس هذا الفرع من العلم في إسبانيا، وخص المولعين بهذا الشأن من الإنجليز ممن يصرفون مدة في مجريط لهذا الغرض يدرسون مجموعته فيعاونهم معاونة مالية، وخص من الإنكليز طلبة جامعة أكسفورد؛ لأنه درس فيها في صباه فأراد أن يعنى عناية خاصة بمن يتخرجون فيها.
هذان مثالان من عناية الخلف بآثار السلف، ولو قام في أذهان خاصة الإسبان مثل هذه الأفكار منذ جلاء العرب عن بلادهم؛ لكانت اليوم مجاميعهم ومجموعاتهم أعظم ثروة خلفتها أمة مغلوبة لأمة غالبة، ولعدت في إسبانيا من أكبر موجبات فخرها كما تربح ولايات الأندلس اليوم من بقايا الآثار العربية التي يقصدها السياح من عامة أقطار الأرض.
هوامش
الفصل التاسع
العلم في الأندلس
قال لنا الدكتور روزيه
Shafi da ba'a sani ba