44

Garden of the Devout

روضة العابدين

Mai Buga Littafi

مكتبة الجيل الجديد

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Inda aka buga

صنعاء - اليمن

Nau'ikan

أمَا يخاف متعلم أو عالم لا يعمل بعلمه فيما وجب وفيما حرُم ما يكون عليه حاله بين يدي ربه يوم القيامة؟ قال رسول الله ﷺ: (يؤتى بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان، ما لك؟! ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه) (^١). إن العمل بالعلم أمرٌ حثّ عليه الشارع الحكيم، ودعا إليه أهل العلم العاملون؛ لأنه ثمرة العلم، وبرهان صدق صاحبه. قال ابن عبد البر: "قد ذم الله في كتابه قومًا كانوا يأمرون الناس بأعمال البر ولا يعملون بها، ذمًّا وبخهم الله به توبيخًا يُتلى على طول الدهر إلى يوم القيامة، فقال: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ٤٤]. قال أبو العتاهية: وصفتَ التُقى حتى كأنك ذو تقى … وريحُ الخطايا من ثيابك تَسطعُ! " (^٢) قال رسول الله ﷺ: (مررت ليلة أُسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار، قال: قلت من هؤلاء؟ قالوا: خطباء من أهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر، وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون) (^٣). وقال ابن مسعود ﵁: "تعلموا، فإذا علمتم فاعملوا" (^٤). وكان أبو الدرداء ﵁ يقول: "إنما أخشى من ربي يوم القيامة أن يدعوني على رؤوس الخلائق فيقول لي: يا عويمر، فأقول: لبيك ربّ، فيقول: ما عملت فيما علمت؟ " (^٥).

(^١) رواه البخاري (٣/ ١١٩١)، ومسلم (٤/ ٢٢٩٠). (^٢) جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر (١/ ١٩٤). (^٣) رواه أحمد (١٩/ ٢٤٤)، وابن حبان (١/ ٢٤٩)، وهو صحيح. (^٤) جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر (٢/ ٩). (^٥) المصدر السابق (٢/ ٣).

1 / 48