Garden of the Devout
روضة العابدين
Mai Buga Littafi
مكتبة الجيل الجديد
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
Inda aka buga
صنعاء - اليمن
Nau'ikan
لا تَأُمَنِ الموتَ في طَرْفٍ ولا نَفَسٍ
قال الفضل بن يحيى: استدعاني الرشيد يومًا- وقد زخرف منازله وأكثر الطعام والشراب واللذات فيها- ثم استدعى أبا العتاهية فقال له: صِفْ لنا ما نحن فيه من العيش والنعيم، فقال أبو العتاهية:
عِشْ ما بَدَا لكَ سالمًا … في ظِلّ شاهقَةِ القُصورِ
يُسْعَى عليكَ بِمَا اشتهيْتَ … لدَى الرَّوَاح أوِ البُكُورِ
فإذا النّفوسُ تَقعَقَعَتْ … في ظلّ حَشرجَةِ الصّدورِ
فَهُناكَ تَعلَم مُوقِنًا … مَا كُنْتَ إلاَّ فِي غُرُورِ
فبكى الرشيد بكاء كثيرًا شديدًا فقال له الفضل بن يحيى: دعاك أمير المؤمنين لتسره فأحزنته! فقال له الرشيد: دعه؛ فإنه رآنا في عمى، فكره أن يزيدنا عمى. ومن وجه آخر أن الرشيد قال لأبي العتاهية: عظني بأبيات من الشعر وأوجز. فقال:
لا تَأُمَنِ الموتَ في طَرْفٍ ولا نَفَس … وإن تمنَّعتَ بالحُجَّاب والحرسِ
واعْلَمْ بأنّ سِهامَ الموت قاصدةٌ … لكلِّ مُدَّرعٍ منّا ومُتَّرِسِ
ترجو النجاةَ ولم تَسْلُكْ طَرِيقَتها … إنّ السفينةَ لا تَجْرِي على اليَبسِ" (^١).
من حفظ اللهَ حفظه اللهُ في أولاده من بعده
قال ابن الجوزي: بلغني أن المنصور قال لعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ﵁: عظني. قال: "مات عمر بن عبد العزيز ﵀ وخلَّف أحد عشر ابنًا، وبلغت تركته سبعة عشر دينارًا كُفِّن منها بخمسة دنانير، وثمن موضع قبره ديناران، وقسِّم الباقي على بنيه، فأصاب كل واحد من ولده تسعة عشر درهمًا، ومات
(^١) البداية والنهاية، لابن كثير (١٠/ ٢١٨).
1 / 192