Futohatin Makkiya
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Mai Buga Littafi
دار إحياء التراث العربي
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1418هـ- 1998م
Inda aka buga
لبنان
وصحة العلم وإثباته . . . وطرح بدعي وتمويهه اعلم أيدك الله أن جميع المعلومات علوها وسفلها حاملها العقل الذي يأخذ عن الله تعالى بغير واسطة فلم يخف عنه شيء من علم الكون الأعلى والأسفل ومن وهب وجوده تكون معرفة النفس الأشياء ومن تجليه إليها ونوره وفيضه الأقدس فالعقل مستفيد من الحق تعالى مفيد للنفس والنفس مستفيدة من العقل وعنها يكون الفعل وهذا سار في جميع ما تعلق به علم العقل بالأشياء التي هي دونه وإنما قيدنا بالتي هي دونه من أجل ما ذكرناه من الإفادة وتحفظ في نظرك من قوله تعالى حتى نعلم وهو العالم فاعرف السبب واعلم أن العالم المهيم لا يستفيد من العقل الأول شيأ وليس له على المهيمين سلطان بل هم وإياه في مرتبة واحدة كالأفراد منا الخارجين عن حكم القطب وإن كان القطب واحدا من الأفراد لكن خصص العقل بالإفادة كما خصص القطب من بين الأفراد بالتولية وهو سار في جميع ما تعلق به علم العقل الأعلم تجريد التوحيد خاصة فإنه يخالف سائر المعلومات من جميع الوجوه إذ لا مناسبة بين الله تعالى وبين خلقه البتة وإن أطلقت المناسبة يوما ما عليه كما أطلقها الإمام أبو حامد الغزالي في كتبه وغيره فبضرب من التكلف ومرمى بعيد عن الحقائق وإلا فأي نسبة بين المحدث والقديم أم كيف يشبه من لا يقبل المثل من يقبل المثل هذا محال كما قال أبو العباس بن العريف الصنهاجي في محاسن المجالس التي تعزى إليه ليس بينه وبين العباد نسب إلا العناية ولا سبب إلا الحكم ولا وقت غير الأزل وما بقى فعمى وتلبيس وفي رواية فعلم بدل من قوله فعمى فانظر ما أحسن هذا الكلام وما أتم هذه المعرفة بالله وما أقدس هذه المشاهدة نفعه الله بما قال فالعلم بالله عزيز عن إدراك العقل والنفس إلا من حيث أنه موجود تعالى وتقدس وكل ما يتلفظ به في حق المخلوقات أو يتوهم في المركبات وغيرها فالله سبحانه في نظر العقل السليم من حيث فكره وعصمته بخلاف ذلك لا يجوز عليه ذلك التوهم ولا يجري عليه ذلك اللفظ عقلا من الوجه الذي تقبله المخلوقات فإن أطلق عليه فعلى وجه التقريب على الإفهام لثبوت الوجود عند السامع لا لثبوت الحقيقة التي هو الحق عليها فإن الله تعالى يقول ' ليس كمثله شيء ' ولكن يجب علينا شرعا من أجل قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه لا إله إلا الله يقول اعلم من أخباري الموافق لنظرك ليصح لك الإيمان علما كما صح لك العلم من غير إيمان الذي هو قبل التعريف فأمره فمن أجل هذا الأمر على نظر بعض الناس ورأيه فيه نظرنا من أين نتوصل إلى معرفته فنظرنا على حكم الإنصاف وما أعطاه العقل الكامل بعد جده واجتهاده الممكن منه فلم نصل إلى المعرفة به سبحانه إلا بالمعجز عن معرفته لا ما طلبنا أن نعرفه كما نطلب معرفة الأشياء كلها من جهة الحقيقة التي هي المعلومات عليها فلما عرفنا أن ثم موجودا ليس له مثل ولا يتصور في الذهن ولا يدرك فكيف يضبطه العقل هذا ما لا يجوز مع ثبوت العلم بوجوده فنحن نعلم أنه موجود واحد في ألوهته وهذا هو العلم الذي طلب منا غير عالمين بحقيقة ذاته التي يعرف سبحانه نفسه عليها وهو العلم بعدم العلم الذي طلب منا لما كان تعالى لا يشبه شيأ من المخلوقات في نظر العقل ولا يشبهه شيء منها كان الواجب علينا أولا لما قيل لنا فاعلموا أنه لا إله إلا الله أن نعلم ما العلم وقد علمناه فقد علمنا ما يجب علينا من علم العلم أولا . انتهى الجزء الثامن والحمد لله .
Shafi 140