Futohatin Makkiya
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Mai Buga Littafi
دار إحياء التراث العربي
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1418هـ- 1998م
Inda aka buga
لبنان
لو كنت أشكو إليها حب ساكنها . . . إذن رأيت بناء الدار ينهار فافهموا فهمنا الله وإياكم سرائر كلمه وأطلعنا وإياكم على خفيات غيوب حكمه أما قولنا الذي ذكرناه بعد كل حرف فأريد أن أبينه لكم حتى تعرفوا منه ما لا ينفركم عما لا تعلمون فأقل درجات الطريق التسليم فيما لا تعلمه وأعلاه القطع بصدقه وما عدا هذين المقامين فحرمان كما أن المتصف بهذين المقامين سعيد قال أبو يزيد البسطامي لأبي موسى يا أبا موسى إذا لقيت مؤمنا بكلام أهل هذه الطريقة قل له يدعو لك فإنه مجاب الدعوة وقال رويم من قعد مع الصوفية وخالفهم في شيء مما يتحققون به نزع الله نور الإيمان من قلبه ' شرح ' فمن ذلك قولنا حرف كذا باسمه كما سقته هو من عالم الغيب فاعلم أن العالم على بعض تقاسيمه على قسمين بالنظر إلى حقيقة ما معلومة عندنا ' قسم يسمى عالم الغيب ' وهو كل ما غاب عن الحس ولم تجر العادة بأن يدرك الحس له وهو من الحروف السين والصاد والكاف والخاء المعجمة والتاء باثنتين من فوق والفاء والشين والهاء والثاء بالثلاث والحاء وهذه حروف الرحمة والألطاف والرأفة والحنان والسكينة والوقار والنزول والتواضع وفيهم نزلت هذه الآية وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما وفيهم نزل أيضا على الرقيقة المحمدية التي تمتد إليهم منه من كونه أوتي جوامع الكلم أتى إليهم بها رسولهم فقال تعالى ' والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ' وفيهم ' وقلوبهم وجلة ' وفيهم ' والذين هم في صلاتهم خاشعون ' وفيهم ' وخشعت الأصوات للرحمن ' وهذا القبيل من الحروف هو أيضا الذي نقول فيه أنه من اللطف لما ذكرناه فهذا من جملة المعاني التي نطلق عليه منه عالم الغيب واللطف ' والقسم الآخر يسمى عالم الشهادة والقهر ' وهو كل عالم من عالمي الحروف جرت العادة عندهم أن يدركوه بحواسهم وهو ما بقي من الحروف وفيهم قوله تعالى ' فاصدع بما تؤمر ' وقوله تعالى ' واغلظ عليهم ' وقوله ' وأجلب عليهم بخيلك ورجلك ' فهذا عالم الملك والسلطان والقهر والشدة والجهاد والمصادمة والمقارعة ومن روحانية هذه الحروف يكون لصاحب الوحي الغت والغط وصلصلة الجرس ورشح الجبين ولهم ' يا أيها المزمل ' و ' يا أيها المدثر ' كما أنه في حروف عالم الغيب ' نزل به الروح الأمين على قلبك ' ' لا تحرك به لسانك لتعجل به ' و ' لا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ' ' وقل رب زدني علما ' . وأما قولنا والملك والجبروت أو الملكوت فقد تقدم ذكره في أول هذا الباب عند قولنا ذكر مراتب الحروف وأما قولنا مخرجه كذا فمعلوم عند القراء وفائدته عندنا أن تعرف أفلاكه فإن الفلك الذي جعله الله سببا لوجود حرف ما ليس هو الفلك الذي وجد عنه حرف غيره وإن توحد الفلك فليست الدورة واحدة بالنظر إلى تقدير ما تفرضه أنت في شيء تقتضي حقيقته ذلك الفرض ويكون في الفلك أمر يتميز عندك عن نفس الفلك تجعله علامة في موضع الفرض وترصده فإذا عادت العلامة إلى حد الفرض الأول فقد انتهت الدورة وابتدأت أخرى قال عليه السلام إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلقه الله وسيأتي بيان هذا الحديث في الباب الحادي عشر من هذا الكتاب وأما قولنا عدده كذا وكذا أو كذا دون كذا فهو الذي يسميه بعض الناس الجزم الكبير والجزم الصغير وقد يسمونه الجمل عوضا من الجزم وله سر عجيب في أفلاك الدراري وفي أفلاك البروج وأسماؤها معلومة عند الناس فيجعلون الجزم الكبير لفلك البروج ويطرحون ما اجتمع من العدد ثمانية وعشرين ثمانية وعشرين والجزم الصغير لأفلاك الدراري وطرح عدده تسعة تسعة بطريقة ليس هذا الكتاب موضعها وعلم ليس هو مطلوبنا وفائدة الأعداد عندنا في طريقنا الذي تكمل به سعادتنا إن المحقق والمريد إذا أخذ حرفا من هذه أضاف الجزم الصغير إلى الجزم الكبير مثل أن يضيف إلى القاف الذي هو مائة بالكبير وواحد بالصغير فيجعل أبدا عدد الجزم الصغير وهو من واحد إلى تسعة فيرده إلى ذاته فإن كان واحدا الذي هو حرف الألف بالجزمين والقاف والشين والياء عندنا وعند غيرنا بدل الشين الغين المعجمة بالجزم الصغير فيجعل ذلك الواحد لطيفته المطلوبة منه بأي جزم كان فإن كان الألف حتى إلى الطاء التي هي بسائط الأعداد فهي مشتركة بين الكبير والصغير في الجزمين فمن حيث كونها للجزم الصغير ردها إليك ومن حيث كونها للجزم الكبير ردها إلى الواردات المطلوبة لك فتطلب في الألف التي هي الواحد ياء العشرة وقاف المائة وشين الألف أو غينه على الخلاف وتمت مراتب العدد وانتهى المحيط ورجع الدور على بدئه فليس إلا أربع نقط شرق وغرب واستواء وحضيض أربعة أرباع والأربعة عدد محيط لأنها مجموع البسائط كما أن هذه العقد مجموع المركبات العددية وإن كان اثنان الذي هو الباء بالجزمين والكاف والراء بالجزم الصغير جعلت الباء منك حالك وقابلت بها عالم الغيب والشهادة فوقفت على أسرارها من كونها غيبا وشهادة لا غير وهي الذات والصفات في الإلهيات والعلة والمعلول في الطبيعيات لا في العقليات والشرط والمشروط في العقليات والشرعيات لا في الطبيعيات لكن في الإلهيات وإن كان ثلاثة الذي هو الجيم بالجزمين واللام والسين المهملة عند قوم والشين المعجمة عند قوم بالجزم الصغير جعلت الجيم منك عالمك وقابلت به عالم الملك من كونه ملكا وعالم الجبروت من كونه جبروتا وعالم الملكوت من كونه ملكوتا وبما في الجيم من العدد الصغير يبرز منك وبما فيه وفي اللام والسين أو الشين من العدد الكبير تبرز وجوه من المطلوب من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء على حسب الاستعداد وأقل درجاته الذي يشمل العامة العشر المذكور والتضعيف موقوف على الاستعداد وفيه تفاضل رجال الأعمال وكل عالم في طريقه على ذلك وليس غرضنا في هذا الكتاب ما يعطي الله الحروف من الحقائق إذا تحققت بحقائقها وإنما غرضنا أن نسوق ما يعطي الله لمنشئها لفظا أو خطأ إذا تحقق بحقائق هذه الحروف وكوشف على أسرارها فاعلموا ذلك وإن كان أربعة الذي هو الدال بالجزمين والميم والتاء بالصغير جعلت الدال منك قواعدك وقابلت بها الذات والصفات والأفعال والروابط وبما في الدال من العدد بالصغير يبرز عن أسرار قبولك وبما فيه وفي الميم والتاء بالكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل والكمال فيها وإلا كمل بحسب الاستعداد وإن كانت خمسة الذي هو الهاء بالجزمين والنون والثاء بالصغير جعلت الهاء منك مملكتك في مواطن اعلحروف ومقارعة الأبطال وقابلت بها الأرواح الخمسة الحيواني والخيالي والفكري والعقلي والقدسي وبما في الهاء من الصغير تبرز من أسرار قبولك وبما فيه وفي النون والثاء من الكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل والكامل والأكمل أثر حاصل عن الاستعداد وإن كان ستة الذي هو الواو بالجزمين والصاد أو السين على الخلاف والخاء بالصغير جعلت الواو منك جهاتك المعلومة وقابلت بها نفيها عن الحق بوجه وإثباتها بوجه وهو علم الصورة وبما في الواو من أسرار القبول بارز بالصغير وبما فيه وفي الصاد أو السين والخاء بالكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل وفي هذا التجلي يعلم المكاشف أسرار الإستواء وما يكون من نجوى ثلاثة وهو معكم أينما كنتم وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وكل آية أو خبر تثبت له جل وعلا الجهة والتحديد والمقدار والكمال وإلا كمل فيه على قدر الاستعداد والتأهب وإن كان سبعة وهو الزاي بالجزمين والعين والذال بالصغير جعلت الذي منك صفاتك وقابلت بها صفاته وبما في الزاي من الصغير يبرز من أسرار قبولك وبما فيه وفي العين والذال من الكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل وفي هذا التجلي يعلم المكاشف أسرار المسبعات كلها حيث وقعت والكمال والإكمل فيه على قدر الاستعداد والتأهب وإن كان ثمانية الذي هو الحاء بالجزمين والفاء في قول والصاد في قول والضاد في قول والظاء في قول جعلت الحاء منك ذاتك بما فيها وقابلت بها الحضرة الإلهية مقابلة الصورة صورة المرآة وبما في الحاء من الصغير يبرز من أسرار قبولك وبما فيه وفي الفاء والظاء أو الضاد من الكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل وفي هذا التجلي يعلم المكاشف أسرار أبواب الجنة الثمانية وفتحها لمن شاء الله هنا وكل حضرة مثمنة في الوجود والكمال والأكمل بحسب الاستعداد وإن كان تسعة وهو الطاء بالجزمين والضاد أو الصاد في قول وفي المئين الظاء أو الغين في قول بالجزم الصغير جعلت الطاء منك مراتبك في الوجود التي أنت عليها في وقت نظرك في هذا التجلي وقابلت بها مراتب الحضرة وهو الأبد لها ولك وبما في الطاء من الصغير يبرز من أسرار القبول وبما فيه وفي الضاد أو الصاد والغين أو الظاء من الكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل وفي هذا التجلي يعلم المكاشف أسرار المنازل والمقامات الروحانية وأسرار الأحدية والكامل والأكمل على حسب الاستعداد فهذا وجه من الوجوه التي سقنا عدد الحرف من أجله فاعمل عليه وإن كان ثم وجوه أخر فليتك لو عملت على هذا وهو المفتاح الأول ومن هنا تنفتح لك أسرار الأعداد وأرواحها ومنازلها فإن العدد سر من أسرار الله في الوجود ظهر في الحضرة الإلهية بالقوة فقال صلى الله عليه وسلم إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة وقال إن لله سبعين ألف حجاب إلى غير ذلك وظهر في العالم بالفعل وانسحبت معه القوة فهو في العالم بالقوة والفعل وغرضنا إن مد الله في العمر وتراخى الأجل أن نضع في خواص العدد موضوعا لم نسبق إليه في علمي نبدي فيه من أسرار الأعداد ما تعطيه حقائقه في الحضرة الإلهية وفي العالم والروابط ما تغتبط به الأسرار وتنال به السعادة في دار القرار وأما قولنا بسائطه فلسنا نريد بسائط شكل الحرف مثلا الذي هو ص وإنما نريد بسائط اللفظ الذي هو الكلمة الدالة عليه وهو الاسم أو التسمية وهو قولك صاد فبسائط هذه اللفظة نريد وأما بسائط الشكل فليس له بسائط من الحروف ولكن له النقص والتمام والزيادة مثل الراء والزاي نصف النون والواو نصف القاف والكاف أربعة أخماس الطاء وأربعة أسداس الظاء والدال خمسي الطاء والياء ذالان والللام يزيد على الألف بالنون وعلى النون بالألف وشبه هذا وأما بسائط أشكال الحروف إنما ذلك من النقط خاصة فعلى قدر نقطه بسائطه وعلى قدر مرتبة الحرف في العالم من جهة ذاته أو من نعت هو عليه في الحال علق منازل نقطة وأفلاكها ونزولها فالأفلاك التي عنها وجدت بسائط ذلك الحرف المذكور باجتماعها وحركاتها كلها وجد اللفظ به عندنا وتلك الأفلاك تقطع في فلك أقصى على حسب اتساعها . لواو بالجزمين والصاد أو السين على الخلاف والخاء بالصغير جعلت الواو منك جهاتك المعلومة وقابلت بها نفيها عن الحق بوجه وإثباتها بوجه وهو علم الصورة وبما في الواو من أسرار القبول بارز بالصغير وبما فيه وفي الصاد أو السين والخاء بالكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل وفي هذا التجلي يعلم المكاشف أسرار الإستواء وما يكون من نجوى ثلاثة وهو معكم أينما كنتم وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وكل آية أو خبر تثبت له جل وعلا الجهة والتحديد والمقدار والكمال وإلا كمل فيه على قدر الاستعداد والتأهب وإن كان سبعة وهو الزاي بالجزمين والعين والذال بالصغير جعلت الذي منك صفاتك وقابلت بها صفاته وبما في الزاي من الصغير يبرز من أسرار قبولك وبما فيه وفي العين والذال من الكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل وفي هذا التجلي يعلم المكاشف أسرار المسبعات كلها حيث وقعت والكمال والإكمل فيه على قدر الاستعداد والتأهب وإن كان ثمانية الذي هو الحاء بالجزمين والفاء في قول والصاد في قول والضاد في قول والظاء في قول جعلت الحاء منك ذاتك بما فيها وقابلت بها الحضرة الإلهية مقابلة الصورة صورة المرآة وبما في الحاء من الصغير يبرز من أسرار قبولك وبما فيه وفي الفاء والظاء أو الضاد من الكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل وفي هذا التجلي يعلم المكاشف أسرار أبواب الجنة الثمانية وفتحها لمن شاء الله هنا وكل حضرة مثمنة في الوجود والكمال والأكمل بحسب الاستعداد وإن كان تسعة وهو الطاء بالجزمين والضاد أو الصاد في قول وفي المئين الظاء أو الغين في قول بالجزم الصغير جعلت الطاء منك مراتبك في الوجود التي أنت عليها في وقت نظرك في هذا التجلي وقابلت بها مراتب الحضرة وهو الأبد لها ولك وبما في الطاء من الصغير يبرز من أسرار القبول وبما فيه وفي الضاد أو الصاد والغين أو الظاء من الكبير تبرز وجوه من المطلوب المقابل وفي هذا التجلي يعلم المكاشف أسرار المنازل والمقامات الروحانية وأسرار الأحدية والكامل والأكمل على حسب الاستعداد فهذا وجه من الوجوه التي سقنا عدد الحرف من أجله فاعمل عليه وإن كان ثم وجوه أخر فليتك لو عملت على هذا وهو المفتاح الأول ومن هنا تنفتح لك أسرار الأعداد وأرواحها ومنازلها فإن العدد سر من أسرار الله في الوجود ظهر في الحضرة الإلهية بالقوة فقال صلى الله عليه وسلم إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة وقال إن لله سبعين ألف حجاب إلى غير ذلك وظهر في العالم بالفعل وانسحبت معه القوة فهو في العالم بالقوة والفعل وغرضنا إن مد الله في العمر وتراخى الأجل أن نضع في خواص العدد موضوعا لم نسبق إليه في علمي نبدي فيه من أسرار الأعداد ما تعطيه حقائقه في الحضرة الإلهية وفي العالم والروابط ما تغتبط به الأسرار وتنال به السعادة في دار القرار وأما قولنا بسائطه فلسنا نريد بسائط شكل الحرف مثلا الذي هو ص وإنما نريد بسائط اللفظ الذي هو الكلمة الدالة عليه وهو الاسم أو التسمية وهو قولك صاد فبسائط هذه اللفظة نريد وأما بسائط الشكل فليس له بسائط من الحروف ولكن له النقص والتمام والزيادة مثل الراء والزاي نصف النون والواو نصف القاف والكاف أربعة أخماس الطاء وأربعة أسداس الظاء والدال خمسي الطاء والياء ذالان والللام يزيد على الألف بالنون وعلى النون بالألف وشبه هذا وأما بسائط أشكال الحروف إنما ذلك من النقط خاصة فعلى قدر نقطه بسائطه وعلى قدر مرتبة الحرف في العالم من جهة ذاته أو من نعت هو عليه في الحال علق منازل نقطة وأفلاكها ونزولها فالأفلاك التي عنها وجدت بسائط ذلك الحرف المذكور باجتماعها وحركاتها كلها وجد اللفظ به عندنا وتلك الأفلاك تقطع في فلك أقصى على حسب اتساعها . وأما قولنا فلكه وسنى حركة فلكه فنريد به الفلك الذي عنه وجد العضو الذي فيه مخرجه فإن الرأس من الإنسان أوجده الله تعالى عند حركة مخصوصة من فلك مخصوص من أفلاك مخصوصة والعنق عن الفلك الذي يلي هذا الفلك المذكور والصدر عن الفلك الرابع من هذا الفلك الأول المذكور فكل ما يوجد في الرأس من المعاني والأرواح والأسرار والحروف والعروق وكل ما في الرأس من هيئة ومعنى عن ذلك الفلك ودورته اثنتا عشرة ألف سنة ودورة فلك العنق وما فيه من هيئة ومعنى والحروف الحلقية من جملتها إحدى عشرة ألف سنة ودورة فلك الصدر على حكم ما ذكرناه تسع آلاف سنة وطبعه وعنصره وما يوجد عنه راجع إلى حقيقة ذلك الفلك وأما قولنا يتميز في طبقة كذا فاعلموا أن عالم الحروف على طبقات بالنسبة إلى الحضرة الإلهية والقرب منها مثلنا وتعرف ذلك فيهم بما أذكره لك وذلك أن الحضرة الإلهية التي للحروف عندنا في الشاهد إنما هي في عالم الرقم خط المصحف وفي الكلام التلاوة وإن كانت سارية في الكلام كله تلاوة أو غيرها فهذا ليس هو عشك أن تعرف أن كل لافظ بلفظة إلى الآباد أنه قرآن ولكنه في الوجود بمنزلة حكم الإباحة في شرعنا وفتح هذا الباب يؤدي إلى تطويل عظيم فإن مجاله رحب فعدلنا إلى أمر جزئي من وجه صغر فلكه المرقوم وهو المكتوب والملفوظ به خاصة واعلم أن الأمور عندنا من باب الكشف إذا ظهر منها في الوجود ما ظهر إن الأول أشرف من الثاني وهكذا على التتابع حتى إلى النصف ومن النصف يقع التفاضل مثل الأول حتى إلى الآخر والآخر والأول أشرف ما ظهر ثم يتفاضلان على حسب ما وضعا له وعلى حسب المقام فالأشرف منها أبدا يقدم في الموضع الأشرف وتبيين هذا أن ليلة خمسة عشر في الشرف بمنزلة ليلة ثلاثة عشر وهكذا حتى إلى ليلة طلوع الهلال من أول الشهر وطلوعه من آخر الشهر وليلة المحاق المطلق ليلة الأبدار المطلق فافهم فنظرنا كيف ترتب مقام رقم القرآن عندنا وبماذا بدئت به السور من الحروف وبماذا ختمت وبماذا اختصت السور المجهولة في العلم النظري المعلومة بالعلم اللدني من الحروف ونظرنا إلى تكرار بسم الله الرحمن الرحيم ونظرنا في الحروف التي لم تختص بالبداية ولا بالختام ولا ببسم الله الرحمن الرحيم وطلبنا من الله تعالى أن يعلمنا بهذا الاختصاص الإلهي الذي حصل لهذه الحروف هل هو اختصاص اعتنائي من غير شيء كاختصاص الأنبياء بالنبوة والأشياء الأول كلها أو هو اختصاص نالته من طريق الاكتساب فكشف لنا عن ذلك كشف الهام فرأيناه على الوجهين معافى حق قوم عناية وفي حق قوم جزاء لما كان منهم في أول الوضع والكل لنا ولهم وللعالم عناية من الله تعالى فلما وقفنا على ذلك جعلنا الحروف التي لم تثبت أولا ولا آخرا على مراتب الأولية كما نذكره عامة الحروف ليس لها من هذا الاختصاص القرآني حظ وهم الجيم والضاد والخاء والذال والغين والشين وجعلنا الطبقة الأولى من الخواص حروف السور المجهولة وهم الألف واللام والميم والصاد والراء والكاف والهاء والياء والعين والطاء والسين والخاء والقاف والنون وأعني بهذا صورة اشتراكهم في اللفظ والرقم فاشتراكها في الرقم اشتراكها في الصورة والاشتراك اللفظي إطلاق اسم واحد عليها مثل زيد وزيد آخر فقد اشتركا في الصورة والاسم ، وأما المقرر عندنا والمعلوم أن الصاد من المص ومن كهيعص ومن ص ليس كل واحد منهن عين الآخر منهن ويختلف باختلاف أحكام السورة وأحوالها ومنازلها وهكذا جميع هذه الحروف على هذه المرتبة وهذه تعمها لفظا وخطا ، وأما الطبقة الثانية من الخاصة وهم خاصة الخاصة فكل حرف وقع في أول سورة من القرآن مجهولة وغير مجهولة وهو حرف الألف والياء والباء والسين والكاف والطاء والقاف والتاء والواو والصاد والحاء والنون واللام والهاء والعين ، وأما الطبقة الثالثة من الخواص وهم الخلاصة فهم الحروف الواقعة في أواخر السور مثل النون والميم والراء والباء والدال والزاي والألف والطاء والياء والواو والهاء والظاء والثاء واللام والفاء والسين ، وإن كان الألف فيما يرى خطا ولفظا في ركزا ولزاما ومن اهتدى فما أعطانا بالكشف إلا الذي قبل ذلك الألف فوقفنا عنده وسميناه آخرا كما شهدنا هناك وأثبتنا الألف كما رأينا هنا ولكن في فصل آخر لا في هذا الفصل فإنا لا نزيد في التقييد في هذه الفصول على ما نشاهده بل ربما نرغب في نقص شيء منها مخافة التطويل فنسعف في ذلك من جهة الرقم واللفظ ونعطي لفظا يعم تلك المعاني التي كثرت ألفاظها فنلقيه فلا يخل بشيء من الإلقاء ولا ننقص ولا يظهر لذلك الطول الأول عين فينقضي المرغوب لله الحمد وأما الطبقة الرابعة من الخواص وهم صفاء الخلاصة وهم حروف بسم الله الرحمن الرحيم وما ذكرت إلا حيث ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم على حد ما ذكرها الله له بالوجهين من الوحي وهو وحي القرآن وهو الوحي الأول فإن عندنا من طريق الكشف إن الفرقان حصل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآنا مجملا غير مفصل الآيات والسور ولهذا كان عليه السلام يعجل به حين كان ينزل عليه به جبريل عليه السلام بالفرقان فقيل له ولا تعجل بالقرآن الذي عندك فتلقيه مجملا فلا يفهم عنك من قبل أن يقضي إليك وحيه فرقانا مفصلا وقل رب زدني علما بتفصيل ما أجملته في من المعاني وقد أشار من باب الإسرار فقال إنا أنزلناه في ليلة ولم يقل بعضه ثم قال فيها يفرق كل أمر حكيم وهذا هو وحي الفرقان وهو الوجه الآخر من الوجهين وسيأتي الكلام على بسم الله الرحمن الرحيم في بابه الذي أفردت له في هذا الكتاب واعلموا أن بسملة سورة براءة هي التي في النمل فإن الحق تعالى إذا وهب شيأ لم يرجع فيه ولا يرده إلى العدم فلما خرجت رحمة براءة وهي البسملة حكم التبري من أهلها برفع الرحمة عنهم فوقف الملك بها لا يدري أين يضعها لأن كل أمة من الأمم الإنسانية قد أخذت رحمتها بإيمانها بنبيها فقال أعطوا هذه البسملة للبهائم التي آمنت بسليمان عليه السلام وهي لا يلزمها إيمان إلا برسولها فلما عقرفت قدر سليمان وآمنت به أعطيت من الرحمة الإنسانية حظا وهو بسم الله الرحمن الرحيم الذي سلب عن المشركين وفي هذه السورة الجساسة وأما الطبقة الخامسة وهي عين صفاء الخلاصة فذلك حرف الباء فإنه الحرف المقدم لأنه أول البسملة في كل سورة والسورة التي لم يكن فيها بسملة ابتدئت بالباء فقال تعالى ' براءة ' قال لنا بعض الإسرائيليين من أحبارهم ما لكم في التوحيد حظ لأن سور كتابكم بالباء فأجبته ولا أنتم فإن أول التوراة باء فأفحم ولا يتمكن إلا هذا فإن الألف لا يبتدأ بها أصلا فما وقع من هذه الحروف في مبادي السور قلنا فيه له بداية الطريق وما وقع آخرا قلنا له غاية الطريق وإن كان من العامة قلنا له وسط الطريق لأن القرآن هو الصراط المستقيم وأما قولنا مرتبته الثانية حتى إلى السابعة فنريد بذلك بسائط هذه الحروف المشتركة في الأعداد فالنون بسائطه اثنان في الألوهية والميم بسائطه اثنان في الألوهية والميم بسائطه ثلاثة في الإنسان والجيم والواو والكاف والقاف بسائطه أربعة في الجن والذال والزاي والصاد والعين والضاد والسين والذال والغين والشين بسائطه خمسة في البهائم والألف والهاء واللام بسائطه ستة في النبات والباء والحاء والطاء والياء والفاء والراء والتاء والثاء والخاء والظاء بسائطه سبعة في الجماد وأما قولنا حركته معوجة أو مستقيمة أو منكوسة أو ممتزجة أو أفقية فأريد بالمستقيمة كل حرف حرك همتك إلى جانب الحق خاصة من جهة السلب إن كنت عالمنا ومن جهة ما يشهدان كنت مشاهدا والمنكوسة كل حرف حرك الهمة إلى الكون وأسراره والمعوجة وهي الأفقية كل حرف حرك الهمة إلى تعلق المكون بالمكون والممتزجة كل حرف حرك الهمة إلى معرفة أمرين مما ذكرت لك فصاعدا وتظهر في الرقم في الألف والميم المعرق والحاء والنون وما أشبه هؤلاء وأما قولنا له الأعراف والخلق والأحوال والكرامات أو الحقائق والمقامات والمنازلات فاعلموا أن الشيء لا يعرف إلا بوجهه أي بحقيقته فكل ما لا يعرف الشيء إلا به فذلك وجهه فنقط الحرف وجهه الذي يعرف به والنقط على قسمين نقط فوق الحرف ونقط تحته فإذا لم يكن للشيء ما يعرف به عرف بنفسه مشاهدة وبضده نقلا وهي الحروف اليابسة فإذا دار الفلك أي فلك المعارف حدثت عنه الحروف المنقوطة من فوق وإذا دار فلك الأعمال حدثت عنه الحروف المنقوطة من أسفل وإذا دار فلك المشاهدة حدثت عنه الحروف اليابسة غير المنقوطة ففلك المعارف يعطي الخلق والأحوال والكرامات وفلك الأعمال يعطي الحقائق والمقامات والمنازلات وفلك المشاهدة يعطي البراءة من هذا كله قيل لأبي يزيد كيف أصبحت قال لا صباح لي ولا مساء إنما الصباح والمساء لمن تقيد بالصفة وأنا لا صفة لي وهذا مقام الأعراف وأما قولنا خالص أو ممتزج فالخالص الحرف الموجود عن عنصر واحد والممتزج الموجود عن عنصرين فصاعدا . لي ولا مساء إنما الصباح والمساء لمن تقيد بالصفة وأنا لا صفة لي وهذا مقام الأعراف وأما قولنا خالص أو ممتزج فالخالص الحرف الموجود عن عنصر واحد والممتزج الموجود عن عنصرين فصاعدا .
Shafi 129