Futohatin Makkiya
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
Mai Buga Littafi
دار إحياء التراث العربي
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1418هـ- 1998م
Inda aka buga
لبنان
ولكن الغفور أقام سترا . . . ليسعدنا على رغم الأعادي اعلم أيها الولي الحميم أيدك الله بروح القدس وفهمك أن الرموز والألغاز ليست مرادة لأنفسها وإنما هي مرادة لما رمزت له ولما ألغز فيها ومواضعها من القرآن آيات الاعتبار كلها والتنبيه على ذلك قوله تعالى ' وتلك الأمثال نضربها للناس ' فالأمثال ما جاءت مطلوبة لأنفسها وإنما جاءت ليعلم منها ما ضربت له وما نصبت من أجله مثلا مثل قوله تعالى ' أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقردها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء ' فجعله كالباطل كما قال ' وزهق الباطل ' ثم قال ' وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ' ضربه مثلا للحق كذلك يضرب الله الأمثال وقال فاعتبروا يا أولي الأبصار أي تعجبوا وجوزوا واعبروا إلى ما أردته بهذا التعريف وإن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار من عبرت الوادي إذا جزته وكذلك الإشارة والإيماء قال تعالى لنبيه زكريا أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا أي بالإشارة وكذلك فأشارت إليه في قصة مريم لما نذرت للرحمن أن تمسك عن الكلام ولهذا العلم رجال كبير قدرهم من أسرارهم سر الأزل والأبد والحال والخيال والرؤيا والبرازخ وأمثال هذه من النسب الإلهية ومن علومهم خواص العلم بالحروف والأسماء والخواص المركبة والمفردة من كل شيء من العالم الطبيعي وهي الطبيعة المجهولة فأما علم سر الأزل فاعلم أن الأزل عبارة عن نفي الأولية لمن يوصف به وهو وصف لله تعالى من كونه إلها وإذا انتفت الأولية عنه تعالى من كونه إلها فهو المسمى بكل اسم سمى به نفسه أزلا من كونه متكلما فهو العالم الحي المريد القادر السميع البصير المتكلم الخالق البارىء المصور الملك لم يزل مسمى بهذه الأسماء وانتفت عنه أولية التقييد فسمع المسموع وأبصر المبصر إلى غير ذلك وأعيان المسموعات منا والمبصرات معدومة غير موجودة وهو يراها أزلا كما يعلمها أزلا ويميزها ويفصلها أزلا ولا عين لها في الوجود النفسي العيني بل هي أعيان ثابتة في رتبة الإمكان فالإمكانية لها أزلا ويميزها ويفصلها أزلا ولا عين لها في الوجود النفسي العيني بل هي أعيان ثابتة في رتبة الإمكان فالإمكانية لها أزلا كما هي لها حالا وأبدا لم تكن قط واجبة لنفسها ثم عادت ممكنة ولا محالا ثم عادت ممكنة بل كان الوجوب الوجودي الذاتي لله تعالى أزلا كذلك وجوب الإمكان للعالم أزلا فالله في مرتبته بأسمائه الحسنى يسمى منعوتا موصوفا بها فعين نسبة الأول له نسبة الآخر والظاهر والباطن لا يقال هو أول بنسبة كذا ولا آخر بنسبة كذا فإن الممكن مرتبط بواجب الوجود في وجوده وعدمه ارتباط افتقار إليه في وجوده ، | فإن أوجده لم يزل في إمكانه وإن عدم لم يزل عن إمكانه فكما لم يدخل على الممكن في وجود عينه بعد أن كان معدوما صفة تزيله عن إمكانه كذلك لم يدخل على الخالق الواجب الوجود في إيجاده العالم وصف يزيله عن وجوب وجوده لنفسه فلا يعقل الحق إلا هكذا ولا يعل الممكن إلا هكذا فإن فهمت علمت معنى الحدوث ومعنى القدم فقل بعد ذلك ما شئت فأولية العالم وآخريته أمر إضافي إن كان له آخر أما في الوجود فله آخر في كل زمان فرد وانتهاء عند أرباب الكشف ووافقتهم الحسبانية على ذلك كما وافقتهم الأشارعة على أن العرض لا يبقى زمانين فالأول من العالم بالنسبة إلى ما يخلق بعده والآخر من العالم بالنسبة إلى ما خلق قبلة وليس كذلك معقولية الاسم الله بالأول والآخر والظاهر والباطن فإن العالم يتعد والحق واحد لا يتعدد ولا يصح أن يكون أولا لنا فإن رتبته لا تناسب رتبتنا ولا تقبل رتبتنا أوليته ولو قبلت رتبتنا أوليته لاستحال علينا اسم الأولية بل كان ينطلق علينا اسم الثاني لأوليته ولسنا بثان له تعالى عن ذلك فليس هو بأول لنا فلهذا كان عين أوليته عين آخريته وهذا المدرك عزيز المنال بتعذر تصوره على من لا أنسة له بالعلوم الإلهية التي يعطيها التجلي والنظر الصحيح وإليه كان يشير أبو سعيد الخراز بقوله عرفت الله بجمعه بين الضدين ثم يتلو ' هو الأول والآخر والظاهر والباطن ' فقد أبنت لك عن سر الأزل وأنه نعت سلبي وأما سر الأبد فهو نفي الآخرية فكما أن الممكن انتفت عنه الآخرية شرعا من حيث الجملة إذ الجنة والإقامة فيها إلى غير نهاية كذلك الأولية بالنسبة إلى ترتيب الموجودات الزمانية معقولة موجودة فالعالم بذلك الاعهتبار الإلهي لا يقال فيه أول ولا آخر وبالاعتبار الثاني هو أول وآخر بنسبتين مختلفتين بخلاف ذلك في إطلاقها على الحق عند العلماء بالله وأما سر الحال فهو الديمومة وما لها أول ولا آخر وهو عين وجود كل موجود فقد عرفتك ببعض ما يعلمه رجال الرموز من الأسرار وسكت عن كثير فإن بابه واسع وعلم الرؤيا والبرزخ والنسب الإلهية من هذا القبيل والكلام فيها يطول وأما علومهم في الحروف والأسماء فاعلم أن الحروف لها خواص وهي على ثلاثة أضرب منها حروف رقمية ولفظية ومستحضرة وأعني بالمستحضرة الحروف التي يستحضرها الإنسان في وهمه وخياله ويصورها فإما أن يستحضر الحروف الرقمية أو الحروف اللفظية وما ثم للحروف رتبة أخرى فيفعل بالاستحضار كما يفعل بالكتاب أو التلفظ فأما حروف التلفظ فلا تكون إلا أسماء فذلك خواص الأسماء وأما المرقومة فقد لا تكون أسماء واختلف أصحاب هذا العلم في الحرف الواحد هل يفعل أم لا فرأيت منهم من منع من ذلك جماعة ولا شك إني لما خضت معهم في مثل هذا أوقفتهم على غلطهم في ذلك الذي ذهبوا إليه وأصابتهم وما نقصهم من العبارة عن ذلك ومنهم من أثبت الفعل للحرف الواحد وهؤلاء أيضا مثل الذين منعوا مخطئون ومصيبون ورأيت منهم جماعة وأعلمتهم بموضع الغلط والإصابة فاعترفوا كما اعترف الآخرون وقلت للطائفتين جربوا ما عرفتم من ذلك على ما بيناه لكم فجربوه فوجدوا الأمر كما ذكرناه ففرحوا بذلك ولولا أني آليت عقدا أن لا يظهر مني أثر عن حرف لأريتهم من ذلك عجبا فاعلم أن الحرف الواحد سواء كان مرقوما أو متلفظا به إذا عرى القاصد للعمل به عن استحضاره في الرقم أو في اللفظ خيالا لم يعمل وإذا كان معه الاستحضار عمل فإنه مركب من استحضار ونطق أو رقم وغاب عن الطائفتين صورة الاستحضار مع الحرف الواحد فمن اتفق له الاستحضار مع الحرف الواحد ورأى العمل غفل عن الاستحضار ونسب العمل للحرف الواحد ومن اتفق له التلفظ أو الرقم بالحرف الواحد دون استحضار فلم يعمل الحرف شيأ قال بمنع ذلك وما واحد منهم تفطن لمعنى الاستحضار وهذه حروف الأمثال المركبة كالواوين وغيرهما فلما نبهناهم على مثل هذا جربوا ذلك فوجدوه صحيحا وهو علم ممقوت عقلا وشرعا فأما الحروف اللفظية فإن لها مراتب في العمل وبعض الحروف أعم عملا من بعض وأكثر فالواو أعم الحروف عملا لأن فيها قوة الحروف كلها والهاء أقل الحروف عملا وما بين هذين الحرفين من الحروف تعمل بحسب مراتبها على ما قررناه في كتاب المبادي والغايات فيما تتضمنه حروف المعجم من العجائب والآيات وهذا العلم يسمى علم الأولياء وبه تظهر أعيان الكائنات ألا ترى تنبيه الحق على ذلك بقوله كن فيكون فظهر الكون عن الحروف ومن هنا جعله الترمذي علم الأولياء ومن هنا منع من منع أن يعمل الحرف الواحد فإنه رأى مع الاقتدار الإلهي لم يأت في الإيجاد حرف واحد وإنما أتى بثلاثة أحرف حرف غيبي وحرفين ظاهرين إذا كان الكائن واحدا فإن زاد على واحد ظهرت ثلاثة أحرف فهذه علوم هؤلاء الرجال المذكورين في هذا الباب وعمل أكثر رجال هذا العلم لذلك جدولا وأخطؤا فيه وما صح فلا أدري أبالقصد عملوا ذلك حتى يتركوا الناس في عماية من هذا العلم أم جهلوا ذلك وجرى فيه المتأخر على سنن المتقدم وبه قال تلميذ جعفر الصادق وغيره وهذا هو الجدول في طبائع الحروف . الإلهي لا يقال فيه أول ولا آخر وبالاعتبار الثاني هو أول وآخر بنسبتين مختلفتين بخلاف ذلك في إطلاقها على الحق عند العلماء بالله وأما سر الحال فهو الديمومة وما لها أول ولا آخر وهو عين وجود كل موجود فقد عرفتك ببعض ما يعلمه رجال الرموز من الأسرار وسكت عن كثير فإن بابه واسع وعلم الرؤيا والبرزخ والنسب الإلهية من هذا القبيل والكلام فيها يطول وأما علومهم في الحروف والأسماء فاعلم أن الحروف لها خواص وهي على ثلاثة أضرب منها حروف رقمية ولفظية ومستحضرة وأعني بالمستحضرة الحروف التي يستحضرها الإنسان في وهمه وخياله ويصورها فإما أن يستحضر الحروف الرقمية أو الحروف اللفظية وما ثم للحروف رتبة أخرى فيفعل بالاستحضار كما يفعل بالكتاب أو التلفظ فأما حروف التلفظ فلا تكون إلا أسماء فذلك خواص الأسماء وأما المرقومة فقد لا تكون أسماء واختلف أصحاب هذا العلم في الحرف الواحد هل يفعل أم لا فرأيت منهم من منع من ذلك جماعة ولا شك إني لما خضت معهم في مثل هذا أوقفتهم على غلطهم في ذلك الذي ذهبوا إليه وأصابتهم وما نقصهم من العبارة عن ذلك ومنهم من أثبت الفعل للحرف الواحد وهؤلاء أيضا مثل الذين منعوا مخطئون ومصيبون ورأيت منهم جماعة وأعلمتهم بموضع الغلط والإصابة فاعترفوا كما اعترف الآخرون وقلت للطائفتين جربوا ما عرفتم من ذلك على ما بيناه لكم فجربوه فوجدوا الأمر كما ذكرناه ففرحوا بذلك ولولا أني آليت عقدا أن لا يظهر مني أثر عن حرف لأريتهم من ذلك عجبا فاعلم أن الحرف الواحد سواء كان مرقوما أو متلفظا به إذا عرى القاصد للعمل به عن استحضاره في الرقم أو في اللفظ خيالا لم يعمل وإذا كان معه الاستحضار عمل فإنه مركب من استحضار ونطق أو رقم وغاب عن الطائفتين صورة الاستحضار مع الحرف الواحد فمن اتفق له الاستحضار مع الحرف الواحد ورأى العمل غفل عن الاستحضار ونسب العمل للحرف الواحد ومن اتفق له التلفظ أو الرقم بالحرف الواحد دون استحضار فلم يعمل الحرف شيأ قال بمنع ذلك وما واحد منهم تفطن لمعنى الاستحضار وهذه حروف الأمثال المركبة كالواوين وغيرهما فلما نبهناهم على مثل هذا جربوا ذلك فوجدوه صحيحا وهو علم ممقوت عقلا وشرعا فأما الحروف اللفظية فإن لها مراتب في العمل وبعض الحروف أعم عملا من بعض وأكثر فالواو أعم الحروف عملا لأن فيها قوة الحروف كلها والهاء أقل الحروف عملا وما بين هذين الحرفين من الحروف تعمل بحسب مراتبها على ما قررناه في كتاب المبادي والغايات فيما تتضمنه حروف المعجم من العجائب والآيات وهذا العلم يسمى علم الأولياء وبه تظهر أعيان الكائنات ألا ترى تنبيه الحق على ذلك بقوله كن فيكون فظهر الكون عن الحروف ومن هنا جعله الترمذي علم الأولياء ومن هنا منع من منع أن يعمل الحرف الواحد فإنه رأى مع الاقتدار الإلهي لم يأت في الإيجاد حرف واحد وإنما أتى بثلاثة أحرف حرف غيبي وحرفين ظاهرين إذا كان الكائن واحدا فإن زاد على واحد ظهرت ثلاثة أحرف فهذه علوم هؤلاء الرجال المذكورين في هذا الباب وعمل أكثر رجال هذا العلم لذلك جدولا وأخطؤا فيه وما صح فلا أدري أبالقصد عملوا ذلك حتى يتركوا الناس في عماية من هذا العلم أم جهلوا ذلك وجرى فيه المتأخر على سنن المتقدم وبه قال تلميذ جعفر الصادق وغيره وهذا هو الجدول في طبائع الحروف . حار بارد يابس رطب ا ب ج د ه و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ فكل حرف منها وقع في جدول الحرارة فهو حار وما وقع منها في جدول البرودة فهو بارد وكذلك اليبوسة والرطوبة ولم نر هذا التررتيب يصيب في كل عمل بل يعمل بالاتفاق كأعداد الوفق واعلم أن هذه الحروف لم تكن لها هذه الخاصية من كونها حروفا وإنما كان لها من كونها أشكالا فلما كانت ذوات أشكال كانت الخاصية للشكل ولهذا يختلف عملها باختلاف الأقلام لأن الأشكال تختلف فأما الرقمية فأشكالها محسوسة بالبصر فإذا وجدت أعيانها وصحبتها أرواحها وحياتها الذاتية كانت الخاصية لذلك الحرف لشكله وتركيبه مع روحه وكذلك إن كان الشكل مركبا من حرفين أو ثلاثة أو أكثر كان للشكل روح آخر ليس الروح الذي كان للحرف على انفراده فإن ذلك الروح يذهب وتبقى حياة الحرف معه فإن الشكل لا يدبره سوى روح واحد وينتقل روح ذلك الحرف الواحد إلى البرزخ مع الأرواح فإن موت الشكل زواله بالمحو وهذا الشكل الآخر المركب من حرفين أو ثلاثة أو ما كان ليس هو عين الحرف الأول الذي لم يكن مركبا إن عمرا ليس هو عين زيد وإن كان مثله وأما الحروف اللفظية فإنها تتشكل في الهواء ولهذا تتصل بالسمع على صورة ما نطق بها المتكلم فإذا تشكلت في الهواء قامت بها أرواحها وهذه الحروف لا يزال الهواء يمسك عليها شكلها وإن انقضى عملها فإن عملها إنما يكون في أول ما تتشكل في الهواء ثم بعد ذلك تلتحق بسائر الأمم فيكون شغلها تسبيح ربها وتصعد علوا ' إليه يصعد الكلم الطيب ' وهو عين شكل الكلمة من حيث ما هي شكل مسبح لله تعالى ولو كانت كلمة كفر فإن ذلك يعود وباله على المتكلم بها لا عليها ولهذا قال الشارع إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما لا يظن أن تبلغ ما بلغت فيهوي بها في النار سبعين خريفا فجعل العقوبة للمتلفظ بها بسببها وما تعرض إليها فهذا كلام الله سبحانه يعظم ويمجد ويقدس المكتوب في المصاحف ويقرأ على جهة القربة إلى الله وفيه جميع ما قالت اليهود والنصارى في حق الله من الكفر والسب وهي كلمات كفر عاد وبالها على قائلها وبقيت الكلمات على بابها تتولى يوم القيامة عذاب أصحابها أو نعيمهم وهذه الحروف الهوائية اللفظية لا يدركها موت بعد وجودها بخلاف الحروف الرقمية وذلك لأن شكل الحرف الرقمي والكلمة الرقمية تقبل التغيير والزوال لأنه في محل يقبل ذلك والأشكال اللفظية في محل لا يقبل ذلك ولهذا كان لها البقاء فالجو كله مملوء من كلام العالم يراه صاحب الكشف صورا قائمة وأما الحروف المستحضرة فإنها باقية إذا كان وجود أشكالها في البرزخ لا في الحس وفعلها أقوى من فعل سائر الحروف ولكن إذا استحكم سلطان استحضارها واتحد المستحضر لها ولم يبق فيه متسع لغيرها ويعلم ما هي خاصيتها حتى يستحضرها من أجل ذلك فيرى أثرها فهذا شبيه الفعل بالهمة وإن لم يعلم ما تعطيه فإنه يقع الفعل في الوجود ولا علم له به وكذلك سائر أشكال الحروف في كل مرتبة وهذا الفعل بالحرف المشتحضر يعبر عنه بعض من لا علم له بالهمة وبالصدق وليس كذلك وإن كانت الهمة روحا للحرف المستحضر لا عين الشكل المستحضر وهذه الحضرة تعم الحروف كلها لفظيها ورميها فإذا علمت خواص الأشكال وقع الفعل بها علما لكاتبها أو المتلفظ بها وإن لم يعين ما هي مرتبطة به من الانفعالات لا يعلم ذلك وقد رأينا من قرأ آية من القرآن وما عنده خبر فرأى أثرا غريبا حدث وكان ذا فطنة فرجع في تلاوته من قريب لينظر ذلك الأثر بأية آية يختص فجعل يقرأ وينظر فمر بالآية التي لها ذلك الإنفعال تلا تلك الآية فظهر له ذلك الآثر وهو علم شريف في نفسه إلا أن السلامة منه عزيزة فالأولى ترك طلبه فإنه من العلم الذي إختص الله به أولياءه على الجملة وإن كان بعض الناس منه قليل ولكن من غير الطريق الذي يناله الصالحون ولهذا يشقى به من هو عنده ولا يسعد فالله يجعلنا من العلماء بالله وه يقول الحق وهو يهدي االسبيل
الباب السابع والعشرون في معرفة أقطاب صل فقد نويت وصالك وهو من منزل
العالم النوراني
ولولا النور ما اتصلت عيون . . . بعين المبصرات ولا رأتها ولولا الحق ما اتصلت عقول . . . بإعيان المور فادركتها
إذا سئلت عقول عن ذوات . . . تعد مغايرات أنكرتها
وقالت ما علمنا غير ذات . . . تمد ذوات خلق أظهرتها
هي المعنى ونحن لها حروف . . . فمهما عينت أمر أعنتها
Shafi 251