Littafin Futuh
كتاب الفتوح
الخمس، فلما دخلوا إليه سلموا عليه ورد عليهم السلام، ثم قال: يا بني حنيفة! ما هذا الذي كنتم أزمعتم عليه من أمر مسيلمة؟قال: فتكلم رجل منهم يقال له:
عمرو بن شهم بن عبد العزيز بن سحيم فقال: يا خليفة رسول الله!خرج بيننا وكان رجلا مشؤوما أصابته فتنة من حديث النفس وأماني الشيطان دعا إليه قوما مثله فأجابوه إلى ما دعاهم إليه فلم يبارك الله عز وجل له في قومه ولا لقومه فيه، وقد كان منا ما كان من غيرنا ممن ارتد من قبائل العرب وأنت أولى بالعفو والصفح الجميل- والسلام، ثم أنشأ يقول شعرا...... [ (1) ]فلما فرغ عمرو بن شهم هذا من شعره أقبل أبو بكر عليه-رضي الله عنه-قال: ذاك بما قدمت يداك وما الله بظلام للعبيد، قال: ثم رضي عنهم أبو بكر وأمرهم بالرجوع إلى بلدهم باليمامة.
ذكر تزوج خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى مجاعة بن مرارة بابنته بأرض اليمامة
قال: وخطب خالد إلى مجاعة ابنته فزوجها إياه ودخل خالد بها هنالك بأرض اليمامة، فكان إذا جاءه المهاجرون والأنصار فسلموا عليه يرد عليهم السلام ويأمرهم بالجلوس فيجلس الرجل منهم حيث ما لحق، وإذا جاء أعمام هذه الجارية التي قد تزوجها يرفع مجالسهم ويقضي حوائجهم، قال: فغضب المسلمون لذلك واشتد عليهم ما يفعله بهم خالد، فكتب حسان بن ثابت إلى أبي بكر رضي الله عنه أبياتا ..... [ (2) ]قال: فلما وردت هذه الأبيات إلى أبي بكر رضي الله عنه غضب لذلك [ (1) ]كذا بياض بالأصل.
[ (2) ]بياض بالأصل. ونقل في مجموعة الوثائق السياسية ص 351 عن كتاب الردة للواقدي ص 98-100 أبيات حسان-وهي ليست في ديوانه المطبوع: يقول:
ألا أبلغ الصديق قولا كأنه # إذا بث بين المسلمين....
أترضى بأنا لا تجف دماؤنا # وهذا عروس باليمامة خالد؟
يبيت يناجي عرسه في فراشه # وهام لنا مطروحة وسواعد
إذا نحن جئنا صد عنا بوجهه # وثنى لأعمام العروس الوسائد
وقد كانت النصار منه قريبة # فلما رأوه قد تباعد، باعدوا
وما كان في صهر اليمامي رغبة # ولم يرضه إلا من الناس واحد
فكيف بألف قد أصيبوا ونيف # على الماء بين اليوم أو زاد زايد
فإن ترض هذا، فالرضى ما رضيته # وإلا فأيقظ إن من تحت راقد
Shafi 36