95

Futuh Sham

فتوح الشام

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى ١٤١٧هـ

Shekarar Bugawa

١٩٩٧م

واستطابوا ذلك فانكر ذلك الأمير أبو عبيدة فقال رجل من العرب اظنه سراقة ابن عامر يا معاشر المسملين خلوا شرب الخمور فإنها تزيل العقول وتكسب الإثم وأن رسول الله ﷺ لعن شارب الخمر حتى لعن حاملها والمحمولة إليه. وحدثني اسامة بن زيد الليتي عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الغفاري قال كنت مع ابي عبيدة بالشام فكتب إلى عمر بن الخطاب ﵁ يخبره بفتح الشام وفي الكتاب أن المسلمين يشربون الخمر واستقلوا الحد فقدمت المدينة فوجدت عمر ﵁ في مسجد رسول الله ﷺ جالسا وعنده نفر في الصحابة وهم عثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف يتحدثون فدفعت الكتاب إليه فلما قرأه جعل يفكر في ذلك ثم قال أن رسول الله ﷺ جلد من شربها ثم سأل عمر عليا ﵁ في ذلك وقال: ما ترى في هذا فقال علي ﵁ أن السكران إذا سكر هذي وإذا هذي افترى فكتب إليه عمر أن من شرب الخمر فعليه ثمانون جلدة ولعمري ما يصلح لهم إلا الشدة والفقر ولقد كان حقهم يراقبوا ربهم ﷿ ويعبدوه ويؤمنوا به ويشكروه فمن عاد فأقم عليه الحد. قال الواقدي: ق فلما ورد كتاب عمر ﵁ وقراه نادى في المسلمين من من كان في نفسه حد فليعط ذلك من نفسه وليتب إلى الله ﷿ ففعل ذلك كثير من الناس ممن كان شرب الخمر واعطى الحد من نفسه ثم قال أبو عبيدة ﵁: إني عزمت على المسير إلى انطاكيا وقصد قلب الروم لعل الله يفتح فتحا على ايدينا فقال المسلمون سر حيث شئت فنحن تبع لك نقاتل اعداءك فسر بقولهم وقال: تأهبوا للرحيل فاني سائر بكم إلى حلب فإذا فتحناها توجهنا منها أن شاء الله تعالى إلى انطاكيا فاسرع المسلمون في اصلاح شأنهم وأخذوا اهبتهم فلما فرغ أبو عبيدة ﵁ من جميع شغله أمر خالد بن الوليد ﵁ أن يأخذ راية العقاب التي عقدها أبو بكر الصديق ﵁ وامره أن يسير أمام الجيش بعسكر الزحف فسار خالد على المقدمة ومعه ضرار بن الأزور ورافع بن عمرة الطائي والمسيب بن نجيبة الفزاري والناس يتبع بعضهم بعضا وترك على دمشق صفوان بن عامر السلمي وترك عنده خمسمائة رجل وسار أبو عبيدة بالمسلمين ومعه ناس من اليمن ومصر.
ذكر فتح حمص قال الواقدي: وسار أبو عبيدة على طريق البقاع واللبوة فلما وصل إلى هناك بعث خالد بن الوليد ﵁ إلى حمص قال: يا أبا سليمان انهض على بركة الله تعالى وعونه ونازل القوم وشن الغارة على ارض العواصم وفنسرين وأنا اسير إلى بعلبك فلعل.

1 / 99