Futuh Sham
فتوح الشام
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى ١٤١٧هـ
Shekarar Bugawa
١٩٩٧م
بعلبك ولا من الرستن ولا رجالكم أشجع فإذا قرأتم كتابي هذا فادخلوا في طاعتي ولا تخالفوني فيكون وبالا عليكم وقد بلغكم عدلنا وحسن سيرتنا فكونوا مثل سائر من صالحنا ودخل في طاعتنا من سائر بلاد الشام والسلام وطوى الكتاب وسلمه إلى رجل من المعاهدين وبعثه إليهم فلما وصل الكتاب إليهم أعطوه بطريقهم نكس فقرىء عليه فلما فهم ما فيه قال: ما تقولون يا أهل شيزر فيما ذكرت العرب فقالوا: صدقت العرب أيها البطريق الكبير فإن حصننا ليس بأمنع من الرستن ولا بعلبك ولا دمشق ولا بصرى وأنت اعلم شدة أهل حمص وحدة شجاعتهم وقد صالحوا العرب وكذلك أهل فلسطين ومدنها والأردن وحصنها فكيف تمنع عنهم شيزر وهي حصن لطيف فإن عصيت هؤلاء العرب فانك معول على هلاكنا وخراب مدينتنا.
قال الواقدي: وكثر فيهم الخطاب وعلا الكلام واقبل البطريق نكس بسبب أهل شيزر وامر غلمانه بضربهم فلما نظر أهل شيزر ذلك غضبوا واظهروا سلاحهم عليه وعلى غلمانه ووقع القتال بين الفريقين فعرف المسلمون ذلك وقالوا: اللهم اهلكهم ببأسهم ولم يزل أهل شيزر في القتال حتى نصروا على البطريق وعلى غلمانه وقتلوهم عن آخرهم ثم اخرجوا إلى الأمير أبي عبيدة ﵁ رجالا إلى لقائه بغير سلاح فلما وقفوا بين يدي الأمير أبي عبيدة سلموا عليه وقالوا: أيها الأمير أنا قتلنا بطريقنا في محبتكم قال: يا أهل شيزر بيض الله وجوهكم وادر رزقكم فقد كفيتمونا الحرب والقتال ثم قال للمسلمين إلا ترون إلى حسن طاعة هؤلاء الروم وفعالهم ببطريقهم في محبتكم والدخول في طاعتكم وقد رأيت من الرأي أن أحسن إلى القوم وانعم عليهم فقال المسلمون: نعم ما رأيت حتى يصل ما تصنع إلى غيرهم ويفتح الله علينا البلاد أن شاء الله تعالى.
قال الواقدي: فأقبل على أهل شيزر وقال أبشروا فاني لست اكره أحدا منكم فمن أحب منكم الدخول في ديننا فله ما لنا وعليه ما علينا والخراج موضوع عنكم سنتين ومن اقام على دينه فعليه الجزية وقد وضعنا عنه الخراج سنة كاملة ففرح الروم بذلك وقالوا: أيها الأمير سمعنا واطعنا وهذا قصر بطريقنا فأنت أحق بما فيه وهو هدية منا إليك فدونك وإياه وما فيه من الرجال والآنية والأموال فأخرج أبو عبيدة ﵁ منها الخمس وقسم الباقي على المسلمين بالسوية ونادى أبو عبيدة ﵁ يا معاشر المسلمين قد فتح الله على ايديكم هذه المدينة ايسر فتح واهونه وقد خرج أهل حمص من ذمتكم ووفيتم لهم ما عاهدوكم عليه فارجعوا بنا عليهم رحمكم الله تعالى قال الواقدي: فركب المسلمون ظهور خيولهم وهموا بالمسير واذ قد لاح لهم غبرة مرتفعة من وراء النهر المقلوب وهي منقلبة من طريق انطاكية وقد أخذت عرضا فاسرعت
1 / 140