147

Fusus al-hikam

فصوص الحكم

Nau'ikan

ولا سيما وأصله ليس من حيوان ، فكان أعظم في التسخير لأن غير الحيوان ماله إرادة بل هو (1) بحكم من يتصرف فيه من غير إبائه . وأما الحيوان فهو ذو إرادة وغرض فقد يقع منه (2) الإباءة في بعض التصريف : فإن كان فيه قوة إظهار ذلك ظهر منه الجموح لما يريده منه الإنسان . وإن لم يكن له هذه القوة أو يصادف (3) غرض الحيوان انقاد مذللا لما يريده منه ، كما ينقاد (4) مثله الأمر فيما رفعه الله به - من أجل المال الذي يرجوه منه - المعبر عنه في بعض (49-1) الأحوال بالأجرة في قوله "ورفعنا بعضكم(5) فوق بعض درجات ليتخذ بعضكم (5) بعضا سخريا " . فما (6) يسخر له من هو مثله إلا من حيوانيته لا من إنسانيته : فإن المثلين ضدان ، فيسخره الأرفع في المنزلة بالمال أو بالجاه بانسانيته ويتسخر (7) له ذلك الآخر إما خوفا أو طمعا - من حيوانيته لا من إنسانيته : فما تسخر(4)له من هو مثله. ألا ترى ما بين البهائم من التحريش(4) لأنها أمثال ؟ فالمثلان ضدان ، ولذلك قال ورفع بعضكم فوق بعض درجات: فما (10) هو معه في درجته . فوقع (11) التسخير من أجل الدرجات . والتسخير على قسمين: تسخير مراد (12) للمسخر، اسم فاعل قاهر في تسخيره لهذا الشخص المسخر كتسخير السيد لعبده وإن كان مثله في الإنسانية ، وكتسخير السلطان لرعاياه ، وإن كانوا أمثالا (13) له فيسخرهم بالدرجة. والقسم الآخر تسخير(14) بالحال كتسخير الرعايا للملك (15) القائم بأمرهم في الذب عنهم وحمايتهم وقتال من

Shafi 193