139

Fusus al-hikam

فصوص الحكم

Nau'ikan

فإن الحد يضبطها والخيال لا يزيلها . وإذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات والعزة والمنعة: ؛ فإنك لا تقدر على فساد الحدود . وأي عزة أعظم من هذه العزة؟ فتتخيل بالوهم أنك قتلت ، وبالعقل والوهم لم تزل الصورة موجودة في الحد . والدليل على ذلك "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى * : والعين ما أدركت إلا الصورة المحمدية التي ثبت لها الرمي في الحس ، وهي التي نفى الله الرمي عنها أولا ثم أثبته لها وسطا ، ثم عاد بالاستدراك أن الله هو الرامي في صورة محمدية . ولا بد(1) من الإيمان بهذا . فانظر إلى هذا المؤثر حتى آنزل الحق فيا اورة محمدية(1) . وأخبر الحق نفسه: عباده بذلك ، فما قال أحد منا عنه ذلك 84 -ب) بل هو قال عن نفسه . وخبره صدق والإيمان به واجب ، سواء أدركت علم ما قال أو لم تدركه : فإما عالم وإما مسلم مؤمن .ومما يدلك على ضعف النظر العقلي من حيث فكره ، كون العقل يحكم على العلة أنها لا تكون معلولة لمن هي علة له : هذا حكم العقل لا خفاء به ، وما في علم التجلي إلا هذا وهو أن العلة تكون معلولة لمن هي علة له . والذي حكم به العقل صحيح مع التحرير في النظر؛ وغايته في ذلك أن يقول إذا رأى الأمر على خلاف ما أعطاه الدليل النظري ، إن العين بعد ثبت أنها واحدة في هذا الكثير ، فمن حيث هي علة (2) في صورة من هذه الصور لمعلول ما ، فلا تكون معلولة لمعلولها ، في حال كونها علة ، بل ينتقل الحكم بانتقالها في الصور ، فتكون معلولة لمعلولها ، فيصير معلولها علة لها(3) . هذا غايته إذا كان قد رأى الأمر على ما هو عليه ، ولم يقف(4) مع نظره الفكرى . وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة ، فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق ؟ فلا أعقل من الرسل صلوات الله عليهم وقد جاءوا بما

Shafi 185