تفسير: الجرادتان: المغنيتان اللتان شغلتا قيل بن عترٍ وأصحابه من وفد عاد حتى هلك قومهم. وإياهما عنى ابن أحمر في قوله:
كشراب قيلٍ عن مطيته ... ولكل أمر واقعٍ قدر
مد النهار له وطال عليه الليل واستنعت به الخمر
وجرادتان تغنيانهم ... وتلألأ المرجان والشذر
أصل الوادس: من ودس النبت، إذا ظهر منه شئ يسير. النسيس: بقية النفس. الكشيش: صوت الحية. والكصيص: صوت الجندب.
السقيط: الجليد. لا أريع: لا أرجع. دميم: مطلى. مليه: امتله عقله إذا ذهب.
رجع: يصبح الوحشى أنقًا، يرتاد مغربا ومشرقا، لا يتقى من خطب متقى، يعتام الرياض الموسومة، قد حيته الوهود بالزهر، وشرب ماء الغدر، على أغاني الذباب، واخضرت جحافله من لس الغمير، وأرجت سنابكه من وطء النوار، وامترغ في النبات حتى كأنه سندس خرج له من الجنان، يميل من الأشر ميل الثمل، ويغرد إذا صاح تغريد الطرب النشوان، إن سحل فعن مجد الله ترجم السحيل، وإن شحج فشحيجه تكبير وتهليل، وإذا عشر فالنسك في ذلك التعشير حبيس، وإذا صفن فصفونه تقديس، وقع حوافره على الأودية والرزون، يشهد بأن الله أول حكيم، حتى إذا نضا ربيعًا بعد ربيع، وخلص من مصيف في إثر مصيف، واشتد القيظ ووقدت الشعريان، وتظاهر في ظهره عتيق الأعوام، وأمرته الرجل والقيعان، إمرار المسد البديع، أجمع الورود والماء منه لا أمم ولا قريب، وسبقه أشعب كأنه نمر إلى النمير، في جفيره زرق ظباتٍ كأنها جمرات النار، أفواقها كأفواه أفرخة النغران، تعود أن يضعها من الوحش بحيث أراد، أقسم فأبر القسم، ليروينها بعد الخضم، من دماء الهاديات؛ له صبية كالتوالب، وسلفع كأنها السعلاة، يقوتهم لحم القطا ولحموم القطوات، ويكثر عندهم الوشيق من متون الأخدريات، فبات ساهرًا من الطمع وأطفاله من السغب ساهرين، تتقضى دجاه وينصرم عنه الصريم، وهو في دحيةٍ لا يجلوها النهار، سميره في الليل الخموش، تحتك القرناء جارته بحيث يسمع، كاحتكاك الجرباء في العقال، حتى إذا الليل ضربه ذنب السرحان، ورد الوحشى بأتنه وهو يظن أن لا أنيس، فلما شرع أو كاد، أهوى له بمشقصٍ كأنه ناب الغول فانتظم به رعاماه، فسقط صريعًا بعلم الله، وانصرفت حلائله أيامى لا تحفل بحرارة الأ يوم، ولقى البائس حتوم القضاء. غاية.
تفسير: الأنق: المعجب بالمرعى أو غيره. يعتام: يختار. الموسومة: التي أصابها الوسمى. لس الغمير: أن يأخذه بجحافله، وهو النبت في أصول النبت الأول. السحيل: دون الشحيج. عشر: إذا نهق عشرة أصوات في طلق واحد. الرزون: جمع رزن ورزينٍ: وهو ما غلظ من الأرض. ويقال الرزن حفرة في صخرة يجتمع فيها الماء. عتيق الأعوام: يعنى الشحم. الرجل: جمع رجلة، وهي ما اطمأن من الأرض. البديع: الجديد، والنمير: الذي ينجح في الشارب. الخضم: المسن. الهاديات: اللواتي يتقدمن الوحش. التوالب: الجحاش الوحشية. وسلفع: جريثة. القطوات: اللواتي في أعجاز البهائم الأخدريات: منسوبات إلى أخدر، وهو فيما حكى عن الأصمعى: حمار أهلى توحش فضرب في حمير الوحش. والد جية بيت الصائد، ويقال له الناموس أيضًا.
الخموش: من أسماء البق، جمع لا واحد له من لفظه القرناء: حية لها في رأسها لحم ناتئ. قال الراجز:
تحكى له القرناء في عرزالها ... تحكك الجرباء في عقالها
المشقص: نصل طويل. الرعامى: زيادة الكبد.
رجع: لله الحكمة والرشاد، المرفق أين اتجه غانم، والمحدود أين بقع لا يظفر بالنجاح. رب أشعث أبى أولاد اختلف إلى منابت الشجر، فرأى فيها قضيبًا نبعًا، فلبث ينتظرها ستًا أو سبعًا، ثم انتحبها فسقاها ماء اللحاء ممظعا، واقتضب لها من الغصنة حولها أسهما أحكمن صنعا، وجثم في مورد القمر يأمل لبنيه شبعًا، فرمي فأخطأ، وانصعن فزعًا، يحمدن الله على النجاء. غاية.
تفسير: ممظعًا: مظعت القوس إذا سقيتها ماء لحائها، وهو أن تقطعها وهي رطبة وتترك في الظل حتى تجف برهة من الدهر؛ وذلك عنى أوس بن حجر بقوله:
فمظعها حولين ماء لحائها ... تعالى على ظهر العريش وتنزل
1 / 3