Fusul Fi Al'adabi Da Al'adabi

Ali Tantawi d. 1420 AH
9

Fusul Fi Al'adabi Da Al'adabi

فصول في الثقافة والأدب

Mai Buga Littafi

دار المنارة للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Inda aka buga

جدة - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

أدَعُ «الأوانس» وأعود إلى «الأنيسة»، إلى السيارة التي ركبتها يومئذ فما أنست بها ولا استرحت إليها، فقد ضاق بي مقعدها حتى يبست رجلاي وتصلّب ظهري وآذى الازدحام جنبي، ولكن كيف الخروج منها؟ يقولون في مصر: «دخول الحمّام ليس كخروجه»! وهذه الأنيسة تشبه الحمّام في حَرّها، يغتسل فيها راكبها من غير أن ينزع ثيابه، لا يغتسل بالماء الذي يُصَبّ عليه بل بالعرق الذي ينصَبّ منه! وكانت تلك هي المرة الأولى التي أركبها فيها، وكانت هي المرة الأخيرة، فلم أعد بعد ذلك إليها. جعلت السيارة تدور بنا، وكلما بلغنا موقفًا سمّاه السائق لينزل فيه من يشاء النزول، فوقفنا في موقف فقال: «رِيع اللصوص». فتنبهت كأنْ قد قرصتني نحلة، وشككت في صحة سمعي، فأعاد القول: «ريع اللصوص»! فعجبت، لأن كلمة «الريع» معروفة وإن تركها الناس، فهي عربية قرآنية (١). ولكن ما بال اللصوص؟ وهل للّصوص حي

= هذه البركة حتى تظل دجلة كالغَيْرى منها، وحتى إن السمك المحصور لا يبلغ غايتها لبعد ما بين قاصيها ودانيها؟ فلما رأيت أنقاضها رأيت شيئًا عظيمًا، رأيت بحرًا، رأيت ميدان سباق! دائرة قطرها نحو مئتي متر، فأكبرتها وهي جافة، فكيف لو رأيتها وهي ممتلئة بالماء؟ إذن لرأيت أكثر مما قال البحتري" (بغداد ص٤٩) (مجاهد). (١) الآية ١٢٨ في سورة الشعراء: ﴿أتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثون؟﴾. وللريع معان؛ منها الطريق، والصَّوْمعة، وما ارتفع من الأرض كالتلّ أو الجبل (مجاهد).

1 / 11