الفصل الخامس والعشرون
دارتانيان يحقق أعظم رغباته وأراميس يخط خطابا صعبا
تجمع آلاف الجنود عند حدود المعسكر، وهم يملئون الجو صياحا حين هل الأربعة من مغامرتهم المجيدة، وإن كانت بدون تعقل. ولم يفطن أي فرد لغرضها الحقيقي. ولبعض الوقت ما كان يسمع سوى: «يحيا الفرسان» و«يحيا الحرس». والواقع أن الأصوات غدت صاخبة، حتى إن الكاردينال أرسل قائد الحرس ليستطلع ما يجري هناك.
لم يمض وقت طويل، حتى رجع قائد الحرس إلى الكاردينال بالخبر اليقين.
قال القائد: «تراهن ثلاثة فرسان ورجل من الحرس التابع للسيد ديسار، مع السيد دي بوسيني، يا سيدي، على أن بوسعهم أن يتناولوا إفطارهم في القلعة، ويظلوا به مدة ساعة كاملة. ويبدو أنهم مكثوا في القلعة قرابة ساعتين، لا ساعة واحدة. واستولوا على القلعة رغم عدة هجمات قام بها العدو. وقتلوا عددا لا أستطيع حصره.» «هل عرفت أسماء أولئك الفرسان الثلاثة؟» «أجل، يا سيدي. إنهم السادة آثوس وبورثوس وأراميس.»
تمتم الكاردينال: «أولئك الثلاثة، مرة أخرى؟ ومن الحارس؟» «السيد دارتانيان، يا سيدي.»
قال الكاردينال لنفسه: «آه! الحقيقة أنه يجب أن ألحق هؤلاء الرجال بخدمتي.»
وعند الظهيرة، تحدث الكاردينال إلى السيد دي تريفي عن مغامرة الصباح، وحاول قدر استطاعته ألا يكثر من الكلام عنها؛ إذ كانت حديث المعسكر كله. وعلم السيد دي تريفي، بجميع تفاصيل هذا الأمر، من الأصدقاء الأربعة أنفسهم، فأعاد القصة للكاردينال، بكل تفاصيلها، ولم ينس دور فوطة المائدة التي اتخذوها علما.»
قال الكاردينال: «هذا رائع! أرجوك أن ترسل لي فوطة المائدة تلك، وسآمر بأن يطرز عليها بخيوط الذهب، ثلاث زهرات نرجس، ثم أهدها لفرسانك كعلم فخار لهم.»
قال السيد دي تريفي، بغير تردد: «لن يكون هذا عدلا لرجال الحرس، يا سيدي! فليس السيد دارتانيان تابعا لي، بل هو من رجال الحرس، تحت إمرة السيد ديسار.»
Shafi da ba'a sani ba