قال الرجل المجهول لخادمه: «ادفع له!»
وألقى الخادم بعدة قطع من النقود الفضية إلى صاحب الفندق، وأسرع يركض بحصانه خلف سيده.
صاح دارتانيان وهو يقفز إلى الأمام: «أيها الجبان! أيها السيد الزائف!» وعند ذلك أنهكه جرحه، فما كاد يسير عشر خطوات حتى أغمي عليه مرة أخرى، وسقط في الشارع وهو لا يزال يصيح: «أيها الجبان! أيها الجبان!»
عقب صاحب الفندق قائلا: «الحق معك؛ فهو في الحقيقة جبان!» ظانا أن قليلا من التملق لن يضيره شيئا.
وهمس دارتانيان: «نعم، إنه لجبان، ولكنها هي جميلة جدا!»
سأله صاحب الفندق: «من تكون هي؟»
قال دارتانيان وهو يغمى عليه: «ميلادي.»
الفصل الرابع
بحث دارتانيان عبثا عن خطاب التوصية يوحي لصاحب الفندق بفكرة
في الصباح التالي، وضعت ضمادات جديدة لجراح دارتانيان. ولا شك أنه بفضل شبابه، وربما أيضا لعدم وجود طبيب، أخذ يتجول في ذلك المساء، واسترد عافيته في اليوم التالي. وعندما حان وقت سداد فاتورته، كان المبلغ الوحيد المدين به للفندق، هو أجر حجرته، مع وجبة واحدة، بالإضافة إلى أجر الضمادات. ومن ناحية أخرى، تبعا لقول صاحب الفندق، أكل حصانه ثلاثة أضعاف ما يستطيع حصان آخر من نفس حجمه أن يأكل عادة. ولم يجد دارتانيان شيئا في جيوبه، باستثناء نقوده. أما الخطاب الموجه للسيد دي تريفي، فقد اختفى!
Shafi da ba'a sani ba